فقدان الأمن هو الشعور ب
نسعد بزيارتكم لموقع أون تايم نيوز ويسرنا أن نقدم لكم إجابات وحلول الأسئلة التي تشغل بالكم، فنحن معكم لحظة بلحظة نفتش عن الاجابات الدقيقة لأسئلتكم ونضعها بين أيديكم.
تلعب البيئة التي ينشأ بها الإنسان دوراً كبيراً في تشكيل شخصيته ووجدانه، فإن كانت بيئة صحية بها القدر الكافي من العناية والاحترام والتقدير، فسينشأ شخص لديه إشباع نفسي، يتمتع بالموضوعية والتقدير المتوازن للذات، فلا هو يبالغ في تقدير نفسه ولا ينقصها قدرها، أما لو نشأ الإنسان في بيئة لا يجد فيها الاحترام والتقدير الكافي ولم يجد من يحنو عليه، فسيظل دائماً بحاجة إلى أن يشعر بأنه محل تقدير، ويمكن أن يصل به الأمر «لتسول» هذا التقدير من الآخرين، وربما ابتزازهم عاطفياً، لأنه في حالة دائمة من الشعور بعدم الأمان.
إن الكثير من مشكلاتنا الاجتماعية سببها ذلك الشعور بعدم الأمان أو Insecurity، وقد يكون ذلك الشعور دائماً ومتأصلاً في الشخصية عندما يكون ناتجاً عن خلل تزامن مع بدء تكوين الشخصية، مثل المشكلات بين الأب والأم، التي تؤثر في النمو النفسي لأطفالهم، أو بسبب التنمر الدائم في سنوات العمر الأولى. أو قد يكون الشعور بعدم الأمان مؤقتاً وناتجاً عن المرور بظروف صعبة وغير اعتيادية، أو لحدوث خسارة كبيرة مفاجئة، سواء خسارة مادية أو معنوية، أو نتيجة خيانة من شخص عزيز، وقد يمر بها الرجال في ما يعرف بأزمة منتصف العمر، أو النساء في ما يعرف بسن اليأس، وهي فترة مؤقتة وسرعان ما يعود الشخص لطبيعته وتمر الفترة بسلام.
والشعور بعدم الأمان قد يكون بسيطاً أو عميقاً، كأن يكون لدى الشخص دائماً هاجساً بأن الآخرين يتربصون به ليؤذوه، أو على الأقل يتمنون له الضرر والأذى، وبالتالي يصبح الشخص عرضة للقلق المستمر والهواجس والتخوف من كل شخص وكل شيء، ما يعيقه عن الإنجاز والتقدم.
المشكلة الأكبر أن الشخص الذي يشعر بعدم الأمان يصبح عبئاً ثقيلاً على أصدقائه وعلى شريك حياته، حيث إنه دائم الشكوى والقلق، وفي حالة نهم دائم لسماع عبارات التقدير والإعجاب، وباستمرار يسعى لاختبار المقربين منه، والتيقن بأنه محل حبهم وإعجابهم، كما أنه حساس جداً حتى في أبسط الأمور. إن عدم الأمان الدائم ينبع من معاملة الآباء والمعلمين والأهل منذ مرحلة الطفولة، وللأسف فإن الكثير من الآباء يدمرون حياة أبنائهم بحسن نية، عندما يقارنون دائماً بينهم وبين أقرانهم، أو يحبطونهم بألا يمنحوهم الثقة والاعتماد على النفس في اتخاذ أبسط القرارات، ثم يأتي دور المعلمين، فالبعض منهم يستحق محاكمة جنائية لما يسببونه من آثار نفسية مدمرة لتلاميذ في مقتبل العمر، فينعتونهم بالغباء والتخلف، ويصل بهم الأمر للسخرية من شكلهم أحياناً.
وحدّث ولا حرج عما تتسبب فيه بقية فئات المجتمع من آثار نفسية مدمرة، إننا جميعاً بحاجة إلى الوقوف مع أنفسنا في أقوالنا وأفعالنا وأسلوب تعاملنا مع الآخرين، ولا مانع من مراجعة النفس بصفة دورية.
الإجابة الصحيحة هي:
الخوف والاضطراب