من نواقض الايمان، ما يجعل الشخص يخرج من الملة كالشرك الأكبر والكفر الأكبر والنفاق الأكبر ومنها ما دون ذلك مما يدخل في الشرك الأصغر كيسير الرياء أو الكفر الأصغر.
يُعرَّف الإيمان في اللُّغة: بأنه مُطلق التصديق، وأمّا في الاصطلاح فهو: تصديقُ القلبِ وإذعانُه وقَبوله بِكُلّ ما جاء به النّبي -عليه الصّلاة والسّلام-، وجعل الله -تعالى- الشّهادتين العلامة الظَّاهرة التي تدُلُّ عليه؛ لإجراء أحكام الإسلام على الشَّخص المؤمن، كالصَّلاة عليه وصحة التَّوارث منه وله وغيرها من الأحكام.
الدِّين الإسلاميُّ له عدة مراتب ودرجات، وهي الإسلام ويكون بالاستسلام لله -تعالى-، وتوحيدِه، وطاعتِه، والبراءة من الشرك وأهله، فإذا فُقدت صفةٌ منها يُصبح الإنسان غير مُسلماً، ثُمّ الإيمان وقد سبق تعريفه في بداية المقال، ثُمّ الإحسان ويكون بتحسين العبد العلاقة بينه وبين خالقه في العبادة، وقد عرَّفه النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)،وفيما يأتي بيانٌ لكُلٍ من الإسلام والإحسان وقد سبق بيان الإيمان:
ويُعرف في اللُغة : أنه الاستسلام والانقياد، وفي الاصطلاح فهو: الاستسلام والانقياد لأمر الله -تعالى- طوعاً وكراهية، لقوله تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ).
وأمّا أركانه فقد جاءت في حديث النَّبي -عليه الصلاة والسلام-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)، فأوَّلها الشهادتيْن وتكون بإخلاص العمل لله -تعالى-، وموافقته لشرعه، ثُمّ إقامة الصلاة والقيام بها بجميع واجباتها وشُروطها وأركانها، ثُمّ إيتاء الزكاة وصرفها لمُستحقيها، ثُمّ صوْم رمضان، ثُمّ حجُ البيت.
[news1]
وهو مُراقبة العبد لخالقه في جميع أحواله، سواءً أكان في السر أو العلن، والمُبادرة إلى فعل الخير؛ مع قصد الله -تعالى- في كلِّ امره، ويكون الإحسان بإخلاص الأعمال لله -تعالى-، وفعل ما يُحبه، وأداؤه على الوجه الأكمل، لقوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا).
يزيد الإيمان بطاعة الله -تعالى-، وينقُص بمعصيته، وجاءت الكثير من الأدلة التي تُؤكد ذلك، كقوله تعالى: (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا)، ومعنى زيادته: أي بُعدُ صاحبه عن الشك والشُبهة، ونُقصانه يكون بالشك والشُّبهة، فكان أبو بكر -رضي الله عنه- من أقوى وأرسخ الناس إيماناً.
للإيمان حلاوةٌ وطعم يكون بالقلب كما للأكل حلاوة، فالإيمان غذاءٌ للقلب كما أن الأكل غذاءٌ للبدن، فلا يذوق الإنسان حلاوة الطعام عند مرضه وكذلك لا يصل لحلاوة الإيمان عندما يكون قلبُه مريضاً، بل قد يستحلي ما فيه هلاكُه.
وتوجد العديد من الأدلة التي ذكرت الصِّفات التي يُمكن من خلالها الوصول لهذه الحلاوة، ومنها: قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ بهِنَّ حَلاوَةَ الإيمانِ: مَن كانَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِواهُما، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ اللَّهُ منه، كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ).
ويكون ذلك بتقديم أوامر الله -تعالى- ورسوله على ما سواهما، ومحبة الناس وخاصةً الوالدين؛ لأن الله -تعالى- أمره بمحبتهما، وكذلك التحلي بالأخلاق الحسنة، وهذه الصفات تجعل في قلب العبد الإيمان المُطلق بقدرة خالقه، وأنه الوحيد المُعطي المانع.
توجد العديد من الأسباب التي تزيد في الإيمان وتُقوّيه، ومنها ما يأتي:
كالعلم بالله -تعالى-، وأسمائه، وصفاته، وسيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وبكُل ما جاء به، لقوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
من حيث الإكثار من الطاعة، والبُعد عن المعصية؛ للوصول إلى التقوى واليقين.
[news2]
لقوله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)، والفكر يكون بآيات الله -تعالى-، وثوابه، وعقابه، وإحسانه لخلقه مع بُعدهم عنه.
من خلال التقليل من الكلام الذي لا فائدة منه، وليس الصَّمت عن الباطل وتغيير المُنكر، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ).
لأخذ العبرة والذكرى: وقد جاءت العديد من الآيات التي تحُث على السَّيْر في الأرض والتفكر، كقوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).
لما في ذلك من زيادة في الإيمان والطاقة الإيمانيّة.
لما في ذلك من طلب الإيمان من صاحبه وهو الله -تعالى-.
لقوله تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ).
لما فيه من إبعاد الجوارح عن المعاصي.
لقوله تعالى: (وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا).
[news3]
لضُعف الإيمان العديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:
[news4]