اسباب الإنقلاب في السودان يتسم التاريخ السوداني الحديث بكثرة الانقلابات العسكرية إلى حد لافت يكاد يصنف السودان على قمة الدول العربية المنتجة لها، كما يسجل مكانة متقدمة أيضاً بأفريقيا في هذا المضمار. وقد سجلت الفترة الانتقالية الأخيرة بالسودان، الذي يسجل عمرها عامين أكثر من محاولة انقلابية، أعلن عن بعضها ولم يعلن عن الآخر.
هذا التاريخ الطويل من الانقلابات العسكرية جعل المحاولة الأخيرة والمنسوبة إلى سلاح المدرعات بقيادة اللواء عبد الباقي بكراوي، متوقعة إلى حد كبير من جانب الشارع السياسي السوداني الذي مارس جدلاً ساخناً حولها على منصات التواصل الاجتماعي منذ بداية سبتمبر الماضي.
[news1]
هذا التطور المطلوب حالياً يعني أن تكون اليد العليا في صناعة القرار السياسي للمدنيين، وأن يتراجع نفوذ العسكريين، وهو ما يبدو أنه محل مقاومة كبيرة من جانب الأخيرين حالياً، على الرغم من تأكيدات الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي بفساد هذه المقولات عقب الإعلان عن فشل الانقلاب الأخير، مشيراً إلى ضرورة تخلي القوى السياسية عن اتهام العسكريين بالمسؤولية عن تعويق الفترة الانتقالية أو محاولة منع التطور الديمقراطي.
[news2]
وعلى الرغم من هذا الاستثناء فإن التداعيات الاقتصادية على دولتي السودان من إغلاق المواني تبدو باهظة التكاليف، ذلك أن السودان الشمالي يستورد 70 في المئة من احتياجاته عبر ميناء بورتسودان، بينما تصدر دولة جنوب السودان بترولها عبر ميناء بشاير، وهو البترول الذي يمثل جل موارد الموازنة للدولة.
وعلى الرغم من الأسباب الموضوعية التي كادت تطيح الحكومة الانتقالية، فإن الجدل السوداني الداخلي بشأن مدى جدية محاولة الانقلاب الفاشل كان كبيراً، إذ تم تداول مدى كون هذا الانقلاب مصنوعاً من عدمه، وذلك لركاكة التنفيذ من جهة، وعدم حدوث أي اشتباك مع المنقلبين من ناحية أخرى، سواء في معسكر الشجرة أو منطقة وادي سيدنا شمال أم درمان، إذ يذهب هذا الجدل إلى أن انقلاب بكراوي الفاشل كان مصنوعاً من أطراف ما، لاختبار الموقف الإقليمي والدولي من وقوع انقلاب حقيقي ينهي الفترة الانتقالية فعلياً.
[news3]