صلاة العيد على الرجال هل هي واجبة، أم فرض كفاية، أم سنة؟، يمكننا القول أن الدين الإسلامي هو من أعظم الديانات التي تم وجودها بين الأقوام المختلفة، فهو دين الهداية وعبادة الله والإيمان بالأنبياء والرسل، ومن الدخول في جنة النعيم التي وعد الله بها المسلمين، سوف نعرف صلاة العيد على الرجال هل هي واجبة، أم فرض كفاية، أم سنة؟.
صلاة العيد هي الصلاة التي يؤديها المسلمون يوم عيد الفطر -العيد الصغير- ويوم عيد الأضحى -العيد الكبير-، وعددها ركعتان؛ وفيها عدد من التكبيرات الزائدة عن غيرها من الصلوات.
صلاة العيد شريعة من شرائع الله -تعالى- الظاهرة، وهي عبادة خاصّة تميّزت بها أمّة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فهي تعتبر أحد خصائصها، وتأتي هذه الشعيرة العظيمة خاتمة لعبادتين عظيمتين هما صيام رمضان وحجّ بيت الله الحرام، وهي باب من أبواب شكر الله -تعالى- على هذه العبادات، بالإضافة إلى أنّها داعية لاجتماع المسلمين وتوادّهم وتراحمهم وتصافي قلوبهم.
وهي بركة وطهر للمسلمين، كما أنّها من أفضل النوافل، وهي من النوافل التي يأجر الله -تعالى- عباده عليها، إلّا أنّه لم يرد في فضلها أجر مُحدّد، ولكنّها تدخل ضمن الأعمال الصالحة التي فيها طاعة لله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلّم-، وطاعتهما هو سبب من أسباب دخول الجنّة والنجاة من النار.
يدور الحكم الفقهي لصلاة العيد بين ثلاث أقوال، وبيانها فيما يأتي:
[news1]
يبدأ وقت صلاة عيد الأضحى عند ارتفاع الشمس في السماء على قدر رُمح، أمّا وقت صلاة الفطر فيبدأ عند ارتفاع الشمس بمقدار رمحين.
السُنّة في صلاة العيد أن تكون في مصلّيات خارج البلدة، حيث يُسنّ الخروج إلى الصحراء لصلاة العيد هناك، وهذا هو فعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، واتّفق على ذلك الأئمة الأربعة، ولا تكون صلاتها في المساجد إلّا لطارئ يمنع من الصلاة خارجاً؛ كالمطر والرياح الشديدة ونحو ذلك.
وقد بيّن الشافعية أنّ الصلاة في المساجد أفضل؛ لأنّها أنظف وأشرف، وأباحوا الصلاة خارجاً حال عدم اتّساع المسجد للناس وحصول مزاحمة شديدة، ولأنّ أهل مكّة يصلّون العيد في المسجد الحرام، وقد يكون ذلك بسبب صعوبة الصلاة في الصحرء في مكّة لكثرة الشعاب والأودية وصعوبة ذلك على الناس.
عدد ركعات صلاة العيد ركعتان باتّفاق الفقهاء، ودليل ذلك قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (صلاةُ الجمُعةِ رَكْعتانِ، وصلاةُ الفطرِ رَكْعَتانِ، وصلاةُ الأضحَى رَكْعتانِ، وصَلاةُ السَّفرِ رَكْعتانِ تمامٌ غيرُ قَصرٍ على لِسانِ مُحمَّدٍ)، وبيان كيفيّة صلاة العيد عند المذاهب كما يأتي:
وتسنّ القراءة من سورة الأعلى في الركعة الأولى بعد الفاتحة، ومن سورة الغاشية في الركعة الثانية، وهو قول الجمهور من حنفيّة وشافعيّة وحنابلة ومالكيّة، والقراءة بهما مندوبة وليست واجبة، ويقرأ في الركعة الثانية عند المالكية من سورة الشمس، وعند الشافعية من سورة ق وسورة القمر، وصلاة العيد لا أذان ولا إقامة لها، إلّا أنّه يسنّ المناداة للصلاة بقول: "الصلاة جامعة"، ودليل ذلك ما رواه العباس -رضي الله عنه- قال: (شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ.).
[news2]
ويبدأ المصلي صلاة العيد بعقد النيّة في القلب والتلفّظ بها باللسان، والإمام والمُقتدي في ذلك سواء، وهذا مذهب جمهور الفقهاء من حنفيّة وشافعيّة وحنابلة وقد خالفهم في ذلك المالكية، ويقرأ الإمام بعد تكبيرة الإحرام دعاء الاستفتاح، ثم يقرأ سورة الفاتحة وسورة بعدها جهراً، ثم يكبّر الإمام راكعاً.
ويقوم الإمام للركعة الثانية فيكبّر التكبيرات ويقرأ الفاتحة ثم ما تيسّر، وبعد الفراغ من الصلاة يخطب الإمام بالناس واعظاً ومذكّراً، وهذا فعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد روى أبو سعيد الخدريّ ذلك فقال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ).
يبدأ المصلي صلاة العيد بتكبيرة الإحرام ثم يلحقها بالتكبيرات الزوائد، وكذلك في الركعة الثانية، -وتكبيرات العيد في الصلاة قد بُيِّن عددها سابقاً في كلّ مذهب-.
بيّن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- صلّى العيد ركعتين، وهذا من الأحكام المجمع عليها بلا خلاف، فالثابت أنّ صلاة العيد ركعتين فقط؛ فقد روى -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى يَومَ الفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا ولَا بَعْدَهَا).
[news3]
اتّفق الفقهاء من حنفية وشافعيّة وحنابلة أنّ خطبتي العيدين سنّة، أمّا المالكية فيرون أنّ الخطبتين مندوبتان وليستا بسنّة، والحنابلة والشافعية عندهم السنّة والمندوب بمعنى واحد، لذا فهما مندوبتان أيضاً عند كلّ مذهب منهما.
إنّ لصلاة العيد العديد من السنن والآداب، ومنها ما يأتي:
[news4]
الإجابة الصحيحة هي:
سنة مؤكدة