ما حكم الايمان باليوم الاخر، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية.
حيث نعمل معا كوحدة واحدة ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم من أسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
حكم الإيمان باليوم الآخر من الأحكام العقائدية المهمّة، وذلك لأنّه يتعلّق بالإيمان الذي هو التصديق بالقلب مع اليقين التام، والإقرار باللسان والعمل بالأركان، وهذه الأركان هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، أمّا أركان الإسلام فهي: الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان، وقد يؤدّي الإنسان هذه الأعمال وينطق بالشهادتين ولكنّ الإيمان ليس له وجود في قلبه، ويمكن أن يكون ضعيف الإيمان أو قويّه، فالإيمان درجات ومراتب، وبما أنّ الإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان فسنتحدّث في الفقرة التالية عن حكم الإيمان باليوم الآخر.
اليوم الآخر هو اليوم العظيم المليء بالأهوال حيث يحلّ الدمار والخراب بهذا العالم، ثمّ يأتي بعد ذلك البعث للحساب والجزاء إمّا خيرًا بخير وإمّا شرًّا بشر، ولليوم الآخر أسماء كثيرة قال ابن حجر العسقلاني أنّها تفوق الخمسين اسم، وسبب تعدّد أسمائه عظمة أمرة وكثرة أحواله وأوصافه، وفيما يأتي بعض هذه الأسماء:
[news1]
إنّ الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر من أعظم أركان الإيمان، وفي تحقيق أركان الإيمان جميعها استقامة الإنسان وفلاحه في الدنيا وفوزه بالجنان، فالإيمان باليوم الآخر من أركان العقيدة الإسلامية، وقد علّق الله -عزّ وجلّ- صحة إيمان العباد بالعموم على صحّة إيمانهم باليوم الآخر، وقرن بين الإيمان به سبحانه والإيمان في اليوم الآخر في تسعة عشر موضعًا من القرآن الكريم، ومن هذه المواضع قوله تعالى: “وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ”، وعلى هذا يتبيّن أنّ الوجوب هو حكم الإيمان باليوم الآخر.
كما أنّ الكفر باليوم الآخر وعدم الإيمان به يترتّب عليه ما يترتّب على الكفر بالله تعالى -والعياذ بالله- والدليل قول الله -عزّ وجلّ- في سورة النساء: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا”، وقد أكّد سبحانه على وقوع اليوم الآخر في المستقبل وأنّه آتٍ لا محالة، وليس للإنسان سبيل للفرار منه بأي طريقة ووسيلة، والدليل قوله تعالى في سورة آل عمران: “فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ”، فاليوم الآخر لا ريب فيه أي: لا شكّ في حدوثه.
بعد أن تمّ بيان حكم الإيمان باليوم الآخر لا بدّ من الحديث عن مقتضى الإيمان بهذا اليوم وكيفيته، حيث يجب على المؤمن أن يعلم علم اليقين أنّ الله تعالى سيجمع اناس في يومٍ لا ريب فيه، وهذا هو القدّر الواجب على المكلّف، أمّا تفاصيل أحداث اليوم الآخر: كمعرفة علامات يوم القيامة ومقدّمات اليوم الآخر وما هي الأهوال الكائنة في ذلك اليوم؛ فليس واجبًا على جميع المؤمنين بأعيانهم، وإنّما هو واجب على الكفاية، أي إذا علمه مجموعة من المسلمين سقط عن الباقين، ولا يضر الآخرون جهلهم بتلك التفاصيل.
[news2]
إنّ لمجيء اليوم الآخر ولوقوع الجزاء العادل الكثير من الحِكم وقد تمّ بيان بعض هذه الحِكم في الآيات القرآنية التي تحدّثت عن هذا اليوم العظيم، ومنها ما عرفه الناس بالاجتهاد والاستنباط، فمن حكمة الخالق العادل العظيم أن جعل يومًا للمعاد لمحاسبة الغافلين ومجازاة الصالحين المؤمنين، فهو لم يخلق الخلق عبثًا ولم يتركهم هملًا، وهم راجعون إليه وتحت سلطانه في كلّ أحوالهم، وفيما يأتي تعداد لبعض الأمور المندرجة تحت ممّى الحكمة من اليوم الآخر:
إنّ للإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة وفوائد عظيمة، فالإيمان به هو واجب من الواجبات الشرعية ولهذا أجر عظيم وثواب جزيل، وقد وعد الله سبحانه عباده المؤمنين بالفوز بكل محبوب وبنعيم الجنّة وبالنجاة من النار، وفيما يأتي بعض الثمرات المترتبة على الإيمان باليوم الآخر:
[news3]
وبختام هذا نكون قد عرفنا ما هو اليوم الآخر وذكرنا بعضًا من أشهر أسمائه، وبيّنا حكم الإيمان باليوم الآخر ووجوب ذلك، وعقوبة الكفر به وعدم التصديق بوقوعه، بالإضافة إلى الحديث عن طبيعة الإيمان باليوم الآخر والحكمة من مجيئه، وختمنا ببيان بعض الثمرات المترتبة على الإيمان باليوم الآخر.