كم عدد السور التي تبدأ بثلاثة حروف فقط؟، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية، حيث نعمل معا كوحدة واحدة.
ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم من أسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
يقسم القرآن إلى 114 فصلًا مختلفة الطول، تُعرف باسم "السُوَر" ومفردها "سورة". وتُقسم هذه السور إلى قسمين: مكية ومدنية، فأما السور المكية فهي التي نزلَت في مدينة مكة قبل الهجرة إلى المدينة، وأغلبها يدور على بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج لها، وضرب الأمثال لبيانها وتثبيتها وعددها 86 سورة، أما السور المدنية فهي التي نزلت بعد الهجرة سواءً في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة بعد الفتح، ويكثر فيها ذكر التشريع، وبيان الأحكام من حلال وحرام وعددها 28 سورة.
حيث أن القرآن الكريم هو كتاب سماوي نزل على أشرف الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وجاء نزوله بشكل آيات متفرقة، وكان يتم كتابة هذه الآيات وقت نزولها على أوراق الشجر والعظام والحجارة والرقاع، ولم تكن بشكل مرتب في ذلك الحين، ولم تكن موضوعة في كتاب واحد كما هو شكلها الآن في المصحف الشريف، وتم حفظها من الضياع وجمعها في مصحف كبير في عهد سيدنا عمر ابن الخطاب.
يوجد في القرآن الكريم مجموعة من السور التي بدأت بثلاث أحرف وعددها ثلاثة عشر سورة ويمكن تقسيم هذه السور لثلاث مجموعات ومن خلال الفقرات التالية سنتعرف عليها:
السور المبتدأة ب الم هي ست سور ويختلف نزولها على حسب المكان الذي نزلت به وفيما يلي سنتعرف عليها بالتفصيل:
ومن أهم المعلومات عن سورة البقرة ما يلي:-
تعتبر سورة آل عمران من السور الطويلة في المصحف الشريف، وترتيبها في المصحف الثالث أي تأتي بعد سورتي الفاتحة وسورة البقرة، وهي من السور المدنية حيث عدد آياتها مائتي آية، وكانت لسورة آل عمران العديد من الأسماء منها الزهراء.
ولسورة آل عمران فضل كبير لمن يتعلمها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة، وآل عمران، وضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما عمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما).
ويأتي ترتيب سورة العنكبوت في المصحف الشريف التاسع والعشرون، حيث يبلغ عدد آيات سورة العنكبوت تسع وستون آية، وتعتبر سورة العنكبوت مكية حيث تحدثت السورة كثيرًا عن الفتن وكيف يمكن الصبر على الفتنة، ومن خلال سورة العنكبوت ذكرت قصة سيدنا إبراهيم ونوح ولوط وشعيب عليهم السلام.
ويأتي ترتيب سورة الروم في القرآن الكريم الثلاثون، حيث تعتبر سورة الروم من السور المكية، وكان سبب تسمية السورة بهذا الاسم نتيجة أن الروم ذكرت في بداية السورة، حيث أخبر الله سبحانه وتعالى عن معجزات تحققت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
سميت سورة لقمان بهذا الاسم لأنه ذكر فيها قصة سيدنا لقمان عليه السلام حيث سورة لقمان من السور المكية التي نزلت بمكة، كما ذكر بأن سورة لقمان من السور المكية إلا ثلاث آيات، حيث عدد آيات سورة لقمان أربع وثلاثون آية.
سورة السجدة من السور المكية، حيث لها الكثير من الفضائل فعن جابر رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ ب تنزيل السجدة وب تبارك)، وأيضًا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم الجمعة في الفجر( الم تنزيل)، السجدة و(هل أتى على الإنسان حين من الدهر).
السور المبتدأة ب الر ليست كثيرة ويصل عددها إلى خمس سور ومن خلال الفقرات التالية سنتعرف على هذه السور:
السور المبتدأة ب طسم قليلة جدًا حيث يبلغ عددها سورتان ومن خلال النقاط التالية سنتناولها بالتفصيل:
لا يخلق الله شيئًا عبثًا قط وتوجد لكل شيء حكمه، وتوجد حكمة من ذكر الحروف المقطعة في أوائل السور سنتعرفها فيما يلي:
يرى الباقلّاني -رحمه الله- أنّ كل ما يأتي بعد الحروف المقطّعة يتعلّق بالانتصار للقرآن وبيان إعجازه، فيقول: "إن ما ذُكِرَ في الحروف المقطعة في أوائل السور التي ذُكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، مع أنه من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها، ولهذا كل سورة افتُتحت بالحروف فلا بدّ أن يذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيان إعجازه، وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء وهو الواقع. فإنك إذا ما نظرتَ في هذه الحروف المقطعة تجد بعدها ما يتعلق بالقرآن الكريم"، وممّا نعلمه أن حروف اللغة العربية التي يتكوّن منها كلام العرب ثمانيةٌ وعشرون حرفاً، والحروف المقطّعة في بدايات السور تتكون من أربعة عشر حرفاً، أي نصف الحروف الهجائية، وعدد السور التي افتُتحت بالحروف المقطّعة أيضاً ثمانيةٌ وعشرون حرفاً، وجمع العلماء الحروف الواردة في بدية السور بجملة: "نصٌ قاطعٌ له سر"، أو "صُنْه سُحيراً مَن قَطعك"، فلو نظرنا فيها لوجدنا الكثير من الإعجاز. والحروف المقطعة جاءت باللغة العربية، وهي لغة نتحدّث بها ونفهمها، فكأن الشخص -والله أعلم- يقول: إن هذا القرآن يتكوّن من الحروف العربية التي نتحدّثها ونتكلّم بها، ومع ذلك فنحن لا نستطيع أن نأتي بمثل هذا القرآن المكوّن من حروفنا.
وقد تعدّدت أقوال العلماء في ماهيّة الحروف المقطعة، فنفى شيخ الإسلام ابن تيمية أن تكون صلة -بمعنى أن تكون حروفًا موصولةً ببعضها-، وهذا لا يجعل لها معنى كما ورد في حروف التوكيد الزائدة، وقال الألوسي في كتاب روح المعاني: "إفادة التأكيد هو الأمر الشائع في الحروف الزائدة"، والمقصود به كقول إن الزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى، أما رأيه بفواتح السور فيرى أنها من مظاهر إعجاز القرآن الكريم، وإشارةً منها إلى أن القرآن مركبٌ من هذه الحروف وهي الحروف العربية. وقال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية: إنه بأسلوب كلام العرب وطريقتهم، وأنه يأتي بعد هذه الحروف ذكرٌ للقرآن الكريم كما في قول الله -تعالى-: (الم* ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)، وقوله -تعالى-:(المص* كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ)، وكذلك الشنقيطي ذكر في كتاب أضواء البيان في تفسيره لسورة هود أن الحروف المقطعة فيها إعجازٌ، ففي السور التي بدأت بهذه الحروف يوجد بيان لإعجاز القرآن الكريم، وعدم قدرة الناس على الإتيان بمثله مع أنه مركّب من حروف مقطعة، ووافق الرازي والقرطبي والزمخشري هذا القول وذكروه.
الإعجاز البياني في القرآن الكريم هو عبارة عن الدقة والتمعن في اختيار الكلمات في القرآن الكريم، والعمل على ترتيبها بشكل مبهر وبديع، حيث قدم القرآن الكريم المعنى بطرق بليغة لا يستطيع أحد أن يأتي بمثلها، حيث نلاحظ البلاغة والفصاحة في كلمات ومعاني القرآن الكريم.