صدر النظام الأساسي للحكم عام 1412 ه في عهد الملك، فهد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (1921 - 26 جمادى الآخرة 1426 هـ / 1 أغسطس 2005)، خامس ملوك المملكة العربية السعودية وأولهم اتخاذاً للقب خادم الحرمين الشريفين. هو الابن التاسع من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري. تولى مقاليد الحكم في 21 شعبان 1402 هـ الموافق 13 يونيو 1982م بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك خالد. أصيب بجلطة في نوفمبر 1995، ومنذ عام 1997 تولى عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد حينها إدارة معظم شؤون البلاد اليومية
شهدت فترة حكمه الكثير من الأحداث أبرزها أزمة احتلال العراق لدولة الكويت في عام 1990، وتهديد العراق بغزو الأراضي السعودية، وكذلك الحرب العراقية - الإيرانية وما تبعها من أحداث تأثرت بها السعودية، وكذلك أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وما تبعها من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق، وأيضًا انخفاض أسعار النفط سنوات طويلة واضطرار الميزانية السعودية للانخفاض الشديد.
تميز عهده بصدور النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق وتوسيع الحرمين الشريفين، وإنشاء جسر الملك فهد، الواصل بين السعودية والبحرين، وله إسهامات في اتفاق الطائف الخاص بإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وكان قد شغل مواقع قيادية أخرى قبل مجيئه ملكا ومنها وزيرًا للمعارف ووزيرًا للداخلية ونائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى قيامه بمسؤوليات وزارة الداخلية وبعد تولي الملك خالد بن عبد العزيز للحكم خلفًا للملك فيصل بن عبد العزيز عين فهد بن عبد العزيز وليًا للعهد وأسند إليه منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
ولد فهد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود. في مدينة الرياض في عام 1921. وأمه هي حصة بنت أحمد السديري. وهو الأخ الشقيق الأكبر لكل من الأمير سلطان، والأمير نايف، والملك سلمان، والأمير عبد الرحمن، والأمير تركي، والأمير أحمد. وقد عمّرت والدته حصة بنت أحمد السديري بعد الملك عبد العزيز، وتوفيت في أواخر عام 1969.
نشأ الملك فهد في كنف والده الملك عبد العزيز، والتحق في طفولته «بمدرسة الأمراء» بمدينة الرياض، ودرس فترة من الزمن في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة، الذي كان يدرس العلوم الشرعية والعربية. ثم شرع في أواسط العقد الرابع من عمره في تلقي دروس خاصة باللغة الإنجليزية، كما تلقى دروسًا مكثفة في مواضيع متنوعة من السياسة إلى الأدب، كما ناب عن والده في لقاءات زعماء القبائل. وينتدبه لبعض المهام عندما لمس فيه النضج المبكر، والاستعداد الذي يؤهله لتمثيل المملكة وذلك من خلال إشراكه في العديد من وفود المملكة، ومن هذه المشاركات، اجتماع إنشاء هيئة الأمم المتحدة بمدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في أبريل عام 1945، وترأس كذالك وفد المملكة الرسمي المشارك في احتفالات تتويج الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا عام 1953. وكذلك كان الملك فيصل بن عبد العزيز يوفده ويعهد إليه ببعض المهام الكبيرة.
بعد اغتيال الملك فيصل في عام 1975، بويع ولي العهد الأمير خالد بن عبد العزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، كما بويع الأمير فهد ولياً للعهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء. وأنيطت بالأمير فهد مسؤوليات أخرى تشمل الرئاسة العليا لعدد من المجالس والهيئات المسؤولة عن أهم قطاعات الحياة في المملكة، وهي:
وفي أثناء توليه ولاية العهد كان الساعد الأيمن لشقيقه الملك خالد بن عبد العزيز، الذي أنابه عنه في كثير من المهام والمؤتمرات، وخاصة في الشؤون الخارجية، فرأس وفود المملكة إلى مؤتمرات القمة العربية في الدار البيضاء وعمّان وبغداد. وأطلق مشروعه للسلام في الشرق الأوسط الذي تبناه مؤتمر القمة العربي في الدار البيضاء عام 1980. وكما حضر مؤتمر قمة الشمال والجنوب الذي عقد في مدينة كنكون بالمكسيك في عام 1981.
في 21 شعبان 1402 هـ الموافق 13 يونيو 1982 وبعد وفاة الملك خالد بن عبد العزيز بويع بالملك من الأسرة المالكة وأفراد الشعب.