تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني أوميرينكوف، في "كومسومولسكايا برافدا"، حول فقدان الولايات المتحدة هيمنتها العالمية بتسارع، وبداية تشكل نظام عالمي جديد.وجاء في المقال: "هل تدركون ما فعلتم؟"، هذا السؤال وجهه إلى الغرب، ذات مرة، فلاديمير بوتين، وهو يتحدث من على منبر الأمم المتحدة. لم يكن هناك جواب. يبدو أن السياسيين الغربيين الآن فقط، أو على الأقل بعضهم، بدأوا يدركون عواقب التجاهل المتغطرس لدعوات روسيا إلى أخذ مصالح أمنها في الاعتبار. فالشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين التي أصبحت حقيقة واقعة هي "المشكلة الحقيقية" للولايات المتحدة، كما أفصح جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس ترامب.
وقال في مقابلة مع صحيفة تلغراف البريطانية: "يجري تشكيل محور روسي صيني، ستنضم إليه إيران وكوريا الشمالية. انظروا إلى الخريطة، انظروا إلى الجغرافيا. علينا أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد".
وفي الصدد، قال الخبير في رابطة الباحثين السياسيين العسكريين، والباحث في جامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، أندريه كوشكين: "احتمال توحيد الدول حول محور موسكو- بكين- إيران- كوريا الشمالية- فنزويلا يخيف الأمريكيين. بدأت الدول الإفريقية تخرج عن الطاعة، من وجهة نظر واشنطن. لذا فإن 70٪ من سكان الكوكب الذين لا يدعمون الغرب الجماعي ويعيشون في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، يشكلون كتلة من العالم مخيفة جدًا للولايات المتحدة، كتلة بدأت فجأة بالتحول نحو روسيا والصين.
في وداعه لمضيفه الزعيم الروسي، قال شي جين بينغ، وهو يصافحه: "الآن، هناك تغييرات لم تحدث منذ 100 عام. عندما نكون معًا، نقود هذه التغييرات".
هذه الكلمات من الضيف الصيني ستحدث ضجة! لم يعد الأمر يتعلق بحقيقة أن الواقع الجديد الناشئ "يخيف" الولايات المتحدة وأتباعها، إنما يتعلق بعبث محاولة إيقاف هذه التغييرات. لذلك، على الأقل، بدأ شيء ما يصل إلى إدراك بولتون... لكنهم حفروا قبورهم بأيديهم".