كم عدد الركعات الواجبه في اليوم، السنن الرواتب أو صلاة الرواتب هي نوع من صلاة النفل المؤقت بزمن، تختص بكونها تابعة للصلوات الخمس المفروضات، إما قبل صلاة الفرض ويدخل وقتها بدخول وقت ذلك الفرض، وإما بعده ويدخل وقتها بالانتهاء من فعل صلاة الفرض. ويخرج وقت كل منهما بخروج وقت الفرض. وقد شرعت راتبة السنن جبرا للخلل الحاصل في كمال الفرض، كنقصان خشوع أو تدبر قراءة. والرواتب بحسب درجة فضيلتها إما سنة مؤكدة وهي ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع قبل الظهر، وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء. وإما مستحبة وهي: إضافة ركعتين بعد الظهر، وأربع ركعات قبل العصر، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء. ويختم صلاته بالوتر.
السنن الرواتب هي الصلوات المسنونات التابعة للصلوات الخمس المفروضات ركعتان أو أربع تُصَلَّى في أوقات محددة، إما قبل الفريضة أوبعدها. ومنها ما هو سنة مؤكدة ومنها ماهو مسنون بدليل شرعي، لكنه في رتبة أقل من المؤكد. ورواتب السنن المؤكدة هي: اثنتا عشرة ركعة: منها أربع قبل الظهر في تسليمتين، وثنتان بعدها في تسليمة واحدة، وثنتان بعد المغرب في تسليمة واحدة، وثنتان بعد العشاء في تسليمة واحدة، وثنتان قبل صلاة الفجر في تسليمة واحدة، وقد كان النبي يحافظ عليها في الحضر وينصح أصحابه بصلاتها.
وأما غيرها؛ فقد ثبتت مشروعيته بأدلة أخرى، وهو المسنون في درجة ما بعد المؤكد، وهي: أن يضاف على المؤكد ركعتين بعد الظهر، وأربع ركعات قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء.
تنقسم السنة الراتبة إلى مؤكدة ومستحبة، وكلاهما نفل مؤقت، ثبت بدليل شرعي، لكن المقصود من هذا التقسيم هو: اختصاص النفل المؤكد بخصائص شرعية تدل على تأكيد طلبه، فلا يكون فرضاً بل أقرب إلى الفرض. وأما الرواتب المستحبات؛ فهي ثابتة بدليل شرعي أيضاً، لكن المؤكد أفضل منها رتبة.
الراتبة المؤكدة هي: السنة المؤكدة، التي ثبت نقلها بالسنة النبوية وواظب النبي محمد عليها، ولم يتركها إلا مرة أو مرتين، وحث على فعلها. والتي ثبت دليل مشروعيتها بالإتفاق مذكورة في حديث ورد في الصحيحين
الصلاة المفروضة | المؤكد قبلها | المؤكد بعدها | المستحب قبلها | المستحب بعدها | المجموع | المجموع الكلي |
---|---|---|---|---|---|---|
صلاة الفجر | ركعتان | لاشيء | لاشيء | ركعتان | ||
صلاة الظهر | أربع ركعات | ركعتان | ركعتان | ثمان ركعات | ||
صلاة العصر | لاشيء | أربع ركعات | لاشيء | أربع ركعات | ||
صلاة المغرب | ركعتان | ركعتان | أربع ركعات | |||
صلاة العشاء | ركعتان | ركعتان | أربع ركعات | |||
مجموع المؤكد | ست ركعات | ست ركعات | إثنى عشر ركعة | |||
مجموع المستحب | ثمان ركعات | ركعتان | عشر ركعات | |||
المجموع الكلي | إثنان وعشرين ركعة |
تختلف درجة صلاة الراتبة بحسب ما يقترن بمشروعيتها من خصائص التأكيد، فالراتبة المؤكدة أفضل، من باقي الرواتب، والآكد أفضل من المؤكد، وهكذا بحسب ما يوجد من المؤكدات، ومراتبها في التفضيل كما يلي:
يرتبط وقت صلاة الراتبة بوقت صلاة الفرض، ويكون ارتباطها بالفرض الذي تصلى معه، لكونها تابعة لذلك الفرض. وهي نوعان
الصلاة | قبل الصلاة | بعد الصلاة |
---|---|---|
الفجر | ركعتان | |
الظهر | أربع ركعات | ركعتان |
العصر | ||
المغرب | ركعتان | |
العشاء | ركعتان |
سنة الفجر
قال رسول الله ﷺ : «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها». وتقول عائشة رضى الله عنها: «لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، على شيءٍ من النوافِلِ، أشدَّ منه تعاهُدًا على ركعتَيِ الفجرِ .»
سنة الظهر والمغرب والعشاء
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي ﷺ يصلي في بيتي قبلَ الظهرِ أربعًا . ثم يخرج فيصلي بالناسِ . ثم يدخل فيصلي ركعتَين . وكان يصلي بالناس المغربَ . ثم يدخل فيصلي ركعتَين . ويصلي بالناس العشاءَ . ويدخل بيتي فيصلي ركعتَين»[3] عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( حفظت من النبي ﷺ عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل الصبح ) متفق عليه
وكذلك من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان، أنها سمعت النبي يقول: «من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار»
وعدد ركعات صلاة فريضة الفجر ركعتان، ففيها قيامان وجلوسٌ واحدٌ وأخير للتشهُّد، وعدد ركعات السُّنة لصلاة الفجر ركعتان سنَّة قبليَّة، وهي من الصَّلوات الجهريَّة؛ أي التي يجهر الإمام بالقراءة فيها عند أدائها. وصلاة الفجر أوَّل الصلوات المفروضة التي يبدأ بها المسلم يومه؛ فوقتها يبدأ من طلوع الفجر الصَّادق وحتى إشراق أوَّل جزءٍ من الشمس، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن أدْرَكَ مِنَ الفَجْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فقَدْ أدْرَكَ)، وتُسمَّى أيضًا بصلاة الصبح أو صلاة الغداة.
عدد ركعات صلاة الظهر أربع ركعاتٍ من الفريضة؛ وفيها جلوسين للتشهُّد، الأوَّل في منتصف الصَّلاة والثاني في آخرها، وعدد ركعات السنَّة لصلاة الظهر ركعتان سنَّة قبليَّة، وركعتان سنَّة بعديَّة، وهي من الصَّلوات السِّريَّة، ويبدأ وقتها من من زوال الشمس؛ أي عندما تصعد الشمس إلى وسط السماء، وينتهي عندما يصير ظلُّ كلِّ شيءٍ مماثلٌ له. وتُعدُّ صلاة الظهر أوَّل صلاةٍ صلّاها النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- خلف جبريل -عليه السلام-، فكانت هي أوَّل صلاةٍ تُفرض على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث قال النَّبيُّ: (أَمَّنِي جبريلُ عليهِ السلامُ عندَ البيتِ مرتينِ فصلَّى بيَ الظهرَ حينَ زالتِ الشمسُ وكانتْ قَدْرَ الشِّرَاكِ)، فصلّاها في مكة في هذا الوقت.
وعدد ركعات صلاة العصر أربع ركعات من الفريضة، وتودئ كصلاة الظهر بجلوسين للتشهُّد، وهي صلاةٌ سريَّة. وليس لها سنّة راتبة، وصلاة العصر هي الصَّلاة الوسطى التي أوصى بها الله -تعالى-، حيث قال -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ). وقد فسَّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هذه الآية، وبيَّن أنَّ المقصود هو صلاة العصر، ووقتها من انتهاء وقت الظهيرة، أي يبدأ إذا صار ظلُّ كلِّ شيء مثلهُ، وينتهي إذا صار ظلُّ الشيء مثليه في مقدار الطول بعد أن يفيئ الزوال، ووقت الضرورة قبل غروب الشمس.
عدد ركعات صلاة المغرب ثلاث ركعاتٍ من الفريضة، بجلوسين للتشهُّد، وعدد ركعات السُّنَّة لصلاة المغرب ركعتان سنَّةً بعد الفرض، وهي صلاةٌ جهريَّةٌ. وإذا غابت الشمس واختفت جميع أجزائها كان وقت صلاة المغرب، ويستمرُّ وقتها إلى مغيب الشَّفق الأحمر، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فإذا صَلَّيْتُمُ المَغْرِبَ فإنَّه وقْتٌ إلى أنْ يَسْقُطَ الشَّفَقُ)، ومن السُّنَّة أن يعجِّل المسلم في أدائها اقتداءً برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث جاء: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي المَغْرِبَ إذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَتَوَارَتْ بالحِجَابِ).
عدد ركعات صلاة العشاء أربع ركعاتٍ من الفريضة، بجلوسين للتشهُّد، وعدد ركعات السُّنَّة لصلاة العشاء ركعتان سنَّةً بعديَّةً، وصلاة العشاء من الصَّلوات الجهريَّة. وهي آخر الصَّلوات في اليوم، ويبدأ وقتها من غياب الشَّفق إلى منتصف الَّليل لقول النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فإذا صَلَّيْتُمُ العِشاءَ فإنَّه وقْتٌ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ)، ووصف أبو برزة الأسلمي -رضي الله عنه- صلاة النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (وكانَ يَسْتَحِبُّ أنْ يُؤَخِّرَ العِشاءَ -الَّتي تَدْعُونَها العَتَمَةَ -وكانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَها، والحَدِيثَ بَعْدَها).