المفطرات في رمضان 2023، تتنوع مبطلات الصيام في نهار رمضان بين الأكل والشرب عمدا، والجماع، وخروج دم الحيض أو النفاس، إلى جانب التقيؤ عمدا، في حين اختلف العلماء بشأن الحجامة، وبغض النظر عن التفاصيل والاختلافات، فالمفطر عمدا يجب عليه القضاء والكفارة.
ويمتنع الصائم عن الأكل والشرب وسائر المفطرات في نهار رمضان التزاما بأمر الله تعالى، وتحقيقا للتقوى التي ذكرها سبحانه وتعالى في قوله: (كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة: 183).
ومن أتى شيئا من المفطرات قبل أن تغرب الشمس فإن صومه يعدّ باطلا، ويترتب عليه الإثم وأحكام أخرى كالقضاء أو الكفارة، حسب تفاصيل في الفروع يذكرها العلماء وقد يختلفون فيها.
لكن الصوم لا يبطل إلا إذا تحققت في الصائم 3 شروط: العلم والتذكر والقصد، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
فإذا ارتكب المسلم شيئا من المفطرات دون قصد، أو كان مكرها عليه، أو فعله ناسيا أنه صائم؛ فإنه يتم صومه ولا شيء عليه، فقد قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه".
وكما أن دخول الطعام إلى الجوف يبطل الصوم، فإن خروجه منه عمدا -بالقيء- يبطله أيضا، وقد فرق رسول الله عليه الصلاة والسلام بين من يتقيأ متعمدا وبين من يغلبه القيء ولا يستطيع أن يمسكه، فقد قال عليه السلام "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدا فليقضِ" (ذرعه: غلبه).
وأصل هذه المُفطرات ثلاثة وردت في كتاب الله في سورة البقرة، والتي أجمع علماء الأمّة على أنه يجب الإمساك وقت الصوم عن المطعوم، والمشروب، والجماع. فقد قال تعالى:
"فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ".
وإذا أفطر المسلم يوما من رمضان بغير عذر شرعي، وجب عليه أن يتوب إلى الله ويستغفره لأنه ارتكب معصية عظيمة، ويجب عليه مع ذلك قضاء ما أفطره فور انتهاء رمضان، بينما اختلف العلماء في وجوب الكفارة عليه مع القضاء.
أما المفطر بعذر شرعي مبيح للفطر فإنه يجب عليه القضاء على التراخي إلى حلول رمضان الآخر، لكن يستحب له التعجيل بالقضاء حتى لا يطرأ له ما يمنعه من الصوم مجددا. ولا يشترط في قضاء رمضان التتابع، بل يصح متتابعا ومتفرقا.
بينما كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى عن قائمة مفسدات الصيام تحت عنوان "44 تساؤلا حول المفطرات"، موضحا أن شهر رمضان يأتي وتكثر معه أسئلة الصائمين حول ما يُفطر الصائم وما لا يُفطر.
ووفقًا لمركز الفتوى فإن جدول المفطرات في رمضان يتضمن:
الحيض والنفاس، فإذا حاضت أو نفست المرأة في نهار رمضان، ولو في اللحظة الأخيرة منه، فسد صومها ويجب عليها قضاء
هذا اليوم بإجماع العلماء، وتكون هي نفس مبطلات الصيام عند البنات.
وهو ما يبطل الصيام ويوجب القضاء والكفَّارة، ويشمل على الجماع، وهو الفعل الوحيد الذي يبطل الصيام ويوجب القضاء والكفَّارة، وتكون الكفارة هي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.
بعض الأدوية تفسد الصوم وبعضها لا، مثلا الإبر التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب أي المغذية تندرج تحت بند المفطرات.
أما الإبر غير المغذية فلا تُفسِد الصيام سواء أخذها الإنسان بالوريد أو بالعضلات، لأنها ليست أكلًا ولا شربًا ولا بمعنى الأكل والشرب.
أما الإبر التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب ولكنها للمعالجة كالبنسلين والأنسولين أو تنشيط الجسم أو إبر التطعيم فلا تضرّ الصيام، سواء عن طريق العضلات أو الوريد.
هل سماع الأغاني من المفطرات في نهار رمضان؟، تساؤل يتكرر طرحه سنويا مع قدوم الشهر الفضيل بغية تجنب الصائم ما يفسد صيامه.
واتفق الفقهاء أن "سماع الأغاني ليس من المفطرات في رمضان كالأكل والشرب والجماع، ولكنه بلا شك يؤثر في الصيام وينقص من أجره، لأن الصوم يجب أن يكون صوماً حقيقياً بكف كل الجوارح عن المحرمات".
واعتبروا أن "المسلم صائماً الذي يقترف الذنوب والآثام أثناء صيامه لا حظ له منه إلا الجوع والعطش، كما صح في الحديث الذي رواه أحمد والنسائي في الكبرى وابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر".
في الإطار ذاته، أفتت دار الإفتاء المصرية بأن إحياء البعض ليالي رمضان بحفلات الغناء والرقص لا يفسد الصيام، لكن لا ثواب لمن يفعل ذلك بقدر ما ارتكب من معاصٍ.
وجاءت الفتوى ردًا على سؤال نصه: "يحيي البعض ليالي رمضان بحفلات الغناء والرقص، فهل يقبل لهؤلاء صوم؟"، وردت دار الإفتاء:
"يلزم الإنسان المسلم أن يتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل عمومًا، وفي رمضان خصوصًا، فلا يرتكب فيه ما يغضب الله عز وجل لأنه لو علم الإنسان ما في صيام وقيام رمضان من الثواب ونـزول الرحمات لرجع إلى الله تائبا وعلى ما فرط نادما".
وأضافت: "العاقل من خالف نفسه وهواه وتاب إلى مولاه وأقبل في رمضان على طاعة الله بكثرة العبادات والبعد عن الشبهات، لذا وجب على الإنسان المسلم أن يحيي ليل رمضان بقراءة القرآن والذكر والاستغفار والقراءة النافعة وكل الأعمال التي تزيد من الحسنات في هذا الشهر الكريم المبارك".
وأكملت الدار: "أما بالنسبة لقبول الصيام لمن يرتكب بعض اللهو فالصيام لله وهو يجازي به، ففرق بين سقوط المطالبة وبين الثواب، فالعاصي في رمضان مادام قد استوفى أركان الصيام فقط أسقط عن نفسه الفريضة، بمعنى أنه لا يحتاج للقضاء، لكن لا ثواب له بقدر ما ارتكب من معاصٍ.. والله سبحانه وتعالى أعلم".