العشر الأواخر من رمضان 2023، ارتفعت معدلات البحث عنه، خلال الفترة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومحرك البحث "جوجل"، تزامناً مع انتصاف شهر رمضان المبارك وقرب انتهائه، إذ يتبقى اقل من أسبوع ويبدأ العشر الأواخر من رمضان 2023، وهي من الأيام التي يحرص الكثيرون على اغتنامها ففيها ليلة القدر التي يستجاب فيها الدعاء ويكتب الله فيها الأقدار.
حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام ليلة القدر و تحريها في الليالي الوترية من شهر رمضان، وستبدأ الليالي الوترية 2023 من رمضان الأسبوع المقبل.
تبدأ أيام العشر الأواخر من رمضان 2023 بداية من الأربعاء المقبل 12 أبريل 2023 الموافق 21 رمضان 2023، وهي من الأيام التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنامها بالخير والطاعات والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والدعاء.
وورد عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ»، ففي تلك الأيام التي تعد من أعظم مواسم الخيرات، تهب نفحات الرحمن بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، ففيها ليلة القدر التي هي ليلة مباركة أنزل فيها القرآن وهي ليلة خير من ألف شهر كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.
وأوضحت دار الإفتاء أنه يجوز أن يعتكف المسلم شهرًا لو أراد، بشرط ألّا يضيع واجباته الدينية أو الدنيوية، موضحة أن بداية الاعتكاف ونهايته يحددها المُعْتَكِف بنفسه، ولو نوى اعتكاف مدة معلومة استُحب له الوفاء بها بكمالها.
ومن فضل العشر الأواخر من رمضان أن بها ليلة القدر، والتي اختلف الفقهاء في تعيينها، و نظراً للخلاف القائم بين العلماء ينبغي للمسلم ألا يتوانى في طلبها في الوتر من العشر الأواخر من الشهر الكريم، حيث أخفاها الله سبحانه وتعالى حتى يحرص المسلم على اغتنام الأيام كلها ويواصل عبادته ومضاعفة العمل في هذا الشهر الكريم.
وعن ليلة القدر قال الله تعالى في كتابه ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.
ومن علامات ليلة القدر، كما ورد الإمام القرطبي في «تفسيره» لسورة القدر قوله: [في علاماتها: منها أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها. وقال الحسن قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة القدر: «إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ».
ومن السنن المأثورة في العشر الأواخر من رمضان الاعتكاف، فهو سنة تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك، وأقل مدَّةٍ للاعتكاف هي أقل ما يُطْلَقُ عليه اسم الاعتكاف عُرْفًا، فيما أكدت الإفتاء أنه يجوز للمصلِّي إذا دخل المسجد أن ينوي الاعتكاف مهما كان مكثه فيه ليحصل له ثوابه.
وورد في فضل إحياء ليلة القدر العديد من الأحاديث النبوية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وفي العشر الأواخر، يستحب الإكثار من الدعاء، والدعاء المأثور في ليلة القدر كما ورد في السنة النبوية، قول «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني»، حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي».
ويتحرى المسلمون ليلة القدر في الليالي الوترية، حيث أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان؛ حثا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر من رمضان.