كم لون ذكر في القران، فقد كان القرآن الكريم دائماً وأبداً قاموساً ضم غالبية مفردات اللغة العربية في أكثر من موضع وأكثر من استبيان، ومما تم ذكره في الآيات كانت الألوان، حيث ذكرت في عدة سور وآيات مختلفة، وبمعاني ودلالات وأهداف مختلفة، وفي مقالنا اليوم سوف نجيب على هذا السؤال المطروح ونتعرف أكثر على ما هي هذه الألوان وبعض الآيات التي ذكرت فيها في القرآن الكريم والتي ذكرت في سورة البقرة وكل ما يتعلق بهذا الموضوع
في الفيزياء، تعرف الألوان على أنها أحد الخاصيات التي يمكن أن تساعد في تمييز مادة عن أخرى، أو يمكن القول أنها الخاصية التي تميز بين المواد التي من ذات النوع، وتدخل الألوان في تركيبة الذرات المكونة للمادة، وغالبية الألوان مصدرها طبيعي، كما يمكن أن تنتج الألوان عن انعكاس ضوء الشمس الذي يتكون من سبعة ألوان أساسية التي تعرف بألوان الطيف.
ذكر في القرآن الكريم عدد من الألوان المختلفة، ولكل لون منها دلالة مختلفة بحسب موقعه في السورة والآية والقول الكريم، وقد اختلف عدد المرات التي ذكر فيها كل لون عن الآخر، وفقًا لما ورد في الآيات الكريمة، والألوان التي ذكرت في القرآن هي:
لقد توارد ذكر الألوان في عدة مواضع مختلفة في القرآن وبآيات كثيرة، ولكن بأعداد متفاوتة من لون لآخر بحسب حاجة النص القرآني له، ومن تلك الآيات:
الأبيض: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[1].
الأحمر: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ}[2].
الأصفر: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}[3].
الأخضر: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ}[4].
الأزرق: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا}[5].
الأسود: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}
إن أول لون ذكر في القرآن هو الأصفر وذلك في سورة البقرة أولى سور القرآن الكريم، وقد جاء أيضًا في عدة مواضع من الآيات والسور الأخرى ليشير إلى عدة دلالات مختلفة، ومن ذلك قوله تعالى {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}، وذلك للدلالة على اللون المبهج والمفرح لهذه البقرة التي أمر نبي الله موسى -عليه السلام- بشرائها، وتغير هذا المعنى والدلالة الخاصة به بتغير السير والقصص التي ذكرها القرآن الكريم.
بالرغم من أن سورة البقرة هي أكبر السور في القرآن الكريم، حيث يبلغ عدد آياتها 286 آية موزعة على جزئين ونيف من القرآن الكريم، إلا أنه لم يذكر بها إلا ثلاثة ألوان فقط، وهي الأصفر والأبيض والأسود، وقد ذكر فيها أول لون ذكر في القرآن الكريم وهو اللون الأصفر، نحو بقرة بني إسرائيل الصفراء التي أمرهم نبي الله موسى بشرائها لتبيان الحق.
لقد ذكر اللون الأبيض في القرآن الكريم اثني عشر مرة في اثني عشر آية مختلفة، وقد جاء اللون الأبيض بدلالته العامة على النقاء والصفاء والسلام، ولم يرد له ذكر واحد بعينه أو ضلالة واحدة، وإنما تنوعت الدلالات بتنوع الجملة والهدف منها، كذكره في معجزة سيدنا موسى -عليه السلام عندما أخرج يده بيضاء متحدياً فرعون مدعي الألوهية، أو عندما ابيضت عيني سيدنا يعقوب من شدة البكاء على فراق سيدنا يوسف عليهما السلام، وقد دل أيضاً على الحالة النفسية والجمال واللذة.
لقد ذكر اللون الأسود في القرآن الكريم سبع مرات في ست آيات مختلفة، وقد تنوعت دلالات اللون الأسود في الآيات القرآنية بحسب المراد منها، فقد دل اللون الأسود على الوجوه السوداء التي اسودت من سوء الأعمال، أو وقت الليل وظلمته، أو الكرب والهم والحزن وما نحو ذلك، كما ورد ذكر اللون الأسود للدلالة على ألوان منطقة معينة من الطبيعة، كما ذكر اللون الأسود كدلالة على الحالة النفسية، كأن يكون المولود أنثى حيث كانوا يتشاءمون من الإناث ويقومون بِوأدهن في الجاهلية.
لقد ذكر اللون الأخضر في القرآن الكريم ثمان مرات في ثمان آيات مختلفة، وقد تنوعت دلالات اللون الأخضر في الآيات القرآنية بحسب المراد منها، وبشكل عام، دلالته مانت على الخضرة الدائمة والازدهار، وقد ذكر اللون الأخضر في قصص الأنبياء وبشكل خاص في قصة سيدنا -يوسف عليه السلام- عندما أوّل رؤية الملك الفرعوني أخناتون، وأكثر ما ميز اللون الأخضر عن غيره من الألوان التي ذكرت في القرآن، أن الله وصف به لباس أهل الجنة ولون فرشهم، عندما ذكره في سورة أهل الكهف ليبين ثواب المؤمنين وحياتهم في الآخرة عند ربهم.