من طرق التفريخ، فقاسة البيض أو حَاضِنَةُ البَيْضِ أو مكنة تفقيس البيض هو جهاز يعمل على توفير الظروف المناخية المناسبة من الحرارة والرطوبة والتقليب التي يحتاجها الجنين داخل البيضة لاكتمال نموة وبالتالي خروج الجنين (الصوص أو الكتاكيت) من البيضة دون الحاجة للأم الحاضنة وهي طريقة أساسية في مشاريع وشركات الدواجن الحديثة ويمثل قطاع الدواجن اقتصاد ضخم بين الدول وهام للشعوب من حيث الغذاء وتوفير كميات كبيرة من اللحوم البيضاء كما تختلف أجهزة التفقيس (الفقاسات) في أحجامها وطرق صناعتها وآلية عملها.
يختلف نوع البيض والوقت اللازم لتفقيسه باختلاف نوع الطائر.
يشترط للتفريخ أن يكون البيض مخصب (ملقح) من ذكر الطائر، أما البيض الغير مخصب فهو بيض المائدة.
في الماضي قبل صناعة الأجهزة كانت تتم عملية التفقيس أو التفريخ عن طريق الأم طبيعياً بالفطرة، حيث تحتضن الأم البيض حتى يتم تفريخه. مع تزايد تعداد البشرية ارتفعت الحاجة للحوم البيضاء، لذلك اخترع المفكرون طريقة لتفريخ البيض بأعداد كبيره دون الحاجة للأمهات الحاضنات، وهنا تم اختراع أجهزة التفقيس.
تختلف أجهزة تفقيس البيض في آلية عملها أو في طريقة صناعتها أو في احجامها والعامل الاساسي لهذه الأجهزة هي توفير بيئة بديلة عن تحضين الأم، تكون مناسبة لنمو الجنين مثل الحرارة والرطوبة والتقليب والتهوية وهناك عدة أنواع منها ما هو اتوماتيك بالكامل ومنها اليدوي، أما الأحجام فهي متفاوتة ابتداءً من الاصغر سعة تسعة بيضات وحتى ما يبلغ حجمة عشرون ألف بيضة. أما في مشاريع الدواجن الضخمة فهناك غرف كاملة مجهزة يصل استيعابها أكثر من خمسون ألف بيضة يكون التحكم في درجة الحرارة والرطوبة على مستوى الغرفة بالكامل أما التقليب فيكون أوتماتيك، وهي رفوف متحركة داخل الغرفة يوضع عليها البيض المخصب.
توجد طريقتان أساسيتان لتفريخ بيض الطيور هما:
أصبح استخدام التفريخ الطبيعي قليلا جدا فيما عدا تفريخ بيض الحمام وبعض المزارع المحدودة والهواة، ويتم برقاد إناث الطيور أو ذكورها ( كما هو عند الحمام ) على بيضها وكفالته والعناية به وتوفير جميع المقومات اللازمة حتى يتم فقسه وخروج الكتاكيت منه عند الفقس، وهذه غريزة طبيعية في كل الطيور.
الدجاجة الأم: يجب أن تكون من عرق يرخم (يرقد) ولا تنفر لأقل سبب، وأن تكون حريصة على تربية أفراخها والاعتناء بها وهذه صفة ملازمة للدجاج البلدي، ويفضل الدجاجة التي يكون عمرها كبير لأن الدجاجة الصغيرة تكون كثيرة الحركة وعديمة الانتباه إلى صغارها وكثيرا ما تهجر البيض قبل الفقس.
فعندما يلاحظ المربي كل هذه العلامات المذكورة عليه أن يترك الدجاجة مدة محدودة ليتأكد من ميلها إلى الاستمرار في الرقاد بعد أن يضع تحتها بيضة واحدة حتى لا تقع خسارة كبيرة إذا نفرت من الرقود على البيض، أن الدجاجة ترخم مرتين في السنة في أوائل الربيع وفي أوائل الخريف والمرة الأولى هي الأحسن لأن الأفراخ الناتجة في فصل الربيع تواجه مناخ ملائمة للنمو وكثرة في الغذاء إن عدد البيض الذي يوضع تحت الدجاج الراقدة في حدود ۱۲ بيضة.
إن من عادة الدجاجة في بداية فترة الرقاد أن تبحث عن محل هادئ مظلم لتضع عشها فيه، فمن الأفضل أن يساعدها المربي على تكوين العش في محل نظيف شبه مظلم بعيدا عن الحشرات ومن الأفضل استعمال السلال البلدية ، وتركز السلة بحيث لا تنقلب ثم نضع البيض تحت الدجاجة ونوفر لها الماء والطعام، وأحسن الأعشاش هي الصناديق الخشبية على أن تكون ذات أرضية عالية عن الأرض قليلا، الاعتناء بالدجاج أثناء فترة الرقاد:
من المهم جدا اختيار محل نظيف نظافة تامة خال من الحشرات والطفيليات لأن كثيرا ما تهجر الدجاجة البيض لكثرة الحشرات والطفيليات التي تعتريها لذا يجب أن تعفر الدجاجة بمواد كيماوية طاردة وقاتلة لهذه الآفات مرة قبل أن نضع البيض تحتها وأخرى بعد (۱۰) أيام من وضعه كي تتخلص الدجاجة من الطفيليات والحشرات، ويجب أن نوفر للدجاجة الغذاء الملائم خلال فترة الرقاد.
أصبح في الوقت الحالي هو النظام السائد والمنتشر في مزارع الدواجن إلا أن فكرته التي يقوم عليها قد توصل إليها الإنسان منذ آلاف السنين.
وفيه يتم توفير كل المقومات اللازمة لعملية التفريخ الناجح للحصول على كتاكيت سليمة ذات حيوية عالية عند الفقس وذلك عن طريق ماكينات خاصة يطلق عليها ماكينات التفريخ، وهو محاكاة لما تفعله الأم الراقدة على البيض مع بيضها خلال فترة التفريخ حتى الفقس.
ويعتبر التفريخ الاصطناعي حرفة قديمة، ويعود الفضل في اكتشاف طرق التفريخ الاصطناعي إلى الطيور نفسها ، حيث أن بعض الطيور الداجنة ، تتبع طرقا مختلفة لتفريخ بيضها تتراوح بين الطرق البدائية جدا والطرق الأكثر تعقيدا لغرض حضانة بيضها بدون وجود الأم، فمثلا تقوم أنواع من الطيور بدفن بيضها في رمال الشواطئ على عمق (۳۵-60) سنتمترا والا استفادة من أشعة الشمس في توفير الحرارة اللازمة العملية التطور الجنيني.
بينما تقوم أنواع أخرى من الطيور بدفن بيضها قرب ينابيع المياه الساخنة أو على سفوح الجبال البركانية للاستفادة من حرارتها في حضانة البيض، وتقوم بعض الطيور بدفن بيضها في حفر يتراوح عمقها ما بين (60-100) سنتمترا وتغطيتها بالتربة الممزوجة ببعض المواد العضوية، مثل أوراق النباتات المتساقطة أو الأغصان الصغيرة، حيث تتم الاستفادة من الحرارة الناتجة من تخمر المادة العضوية في عملية حضانة البيض.
وبتقدم فصل الخريف وحلول فصل الشتاء فإن انخفاض درجة حرارة البيئة لا يساعد في استمرار عملية حضانة البيض لذلك فإن موسم التفريخ بالنسبة لهذه الطيور ينتهي عند هذا الوقت من السنة، ويعتقد أن هذا النوع من الطيور يقوم باختبار درجة الحرارة وذلك بإدخال المنقار من وقت لآخر داخل الحفر.
وبوجه عام فإن الوقت الذي يندر فيه البيض وترتفع أسعاره في البلاد العربية هو موسم الخريف والشتاء ، فمثلا إذا أردنا تفريخ بيض دجاج (اللجهورون الأبيض) لتربية الصيصان بقصد الحصول على البيض (وهذا العرق من الدجاج ينضج جنسيا ويصبح قادرا على وضع البيض بكميات كبيرة في الشهر السادس من عمره) ، فيجب أن تبدأ عملية التربية في أول مارس لكي نحصل على دجاج يبدأ في وضع البيض في فصل الشتاء.