كم غزوه غزاها النبي صلى الله عليه وسلم، ما إن استقر المقام لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة بعد أن وصل إليها مهاجراً، حتى بدأ أعداء الإسلام يتوعدون ويهددون المسلمين ويخططون للهجوم عليهم في عقر دارهم ويعدون العدة لذلك،
فبدأت قريش ومن معها من قبائل العرب بشن الحروب على النبي -صلى الله عليه وسلم- فاضطر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من الصحابة أن يدافعوا عن عقيدتهم وأرضهم وأنفسهم وحماية الدين من كيد المشركين ورد العدوان الغاشم، بعدما نزل الإذن الإلهي بذلك، قال -تعالى-: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}،
فبدأت المعارك تتوالى بين أهل الكفر وأهل الإسلام، وقد سميت تلك المعارك بالغزوات والسرايا، فالغزوة هي التي شارك فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى لو لم يحدث فيها قتال، باستثناء غزوة مؤتة، والسرية هي التي لم يشارك فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى لو لم يحدث فيها قتال، والسرية في الأغلب تكون أقل عدداً وأشبه بالمناوشة والاستطلاع.
اختلف العلماء في عدد غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتعددت أقوالهم في ذلك:[٤][٣]
ولكن أصح ما ورد في ذلك هو ما ثبت في السنة النبوية، حيث جاء في الحديث: (عَنْ أبِي إسْحاقَ، قالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بنَ أرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: كَمْ غَزَوْتَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ، قُلتُ: كَمْ غَزا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ).[٥]
وقد حاول بعض العلماء الجمع بين الأقوال المتضاربة في عدد غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يلي:[٤]
إن من ذكر عدداً كبيراً لغزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يعتبر كل وقعةٍ غزوةً مستقلةً بنفسها، ويعدها واحدةً حتى لو حدثت في زمن قريبٍ من غيرها.
وإن من ذكر عدداً قليلاً كان يعتبر كل غزوتين متقاربتين في الزمن غزوةً واحدةً، مثل غزوة الخندق وغزوة بني قريظة، ومثل غزوة حنين وغزوة الطائف.
من أشهر أسماء الغزوات التي غزاها النبي -صلى الله عليه وسلم-: