ما الفائدة التي يجنيها المخطط للعمل الكتابي من جمع المعلومات والأدلة والشواهد والأمثلة وتصنيفها؟، الكتابة تُمثّل وسيلة تواصل بشري تمثل لغةً ما عن طريق علامات ورموز معينة. يمكن للرموز المكتوبة أن تمثل اللغة المنطوقة عن طريق إنشاء نسخة من الكلام والتي يمكن تخزينها للرجوع إليها مستقبلًا أو إرسالها لأماكن أخرى.
بمعنى آخر فالكتابة ليست لغة، ولكنها أداة تستخدم لجعل اللغات قابلة للقراءة. تعتمد الكتابة على نفس هياكل الكلام الموجودة في اللغة مثل المفردات والقواعد والنطق، مع الاعتماد الإضافي على نظام معين من العلامات والرموز. تسمى النتيجة النهائية لنشاط الكتابة بالنص، والذي يقوم بترجمة النص وفهمه بالقارئ.
تقسم أنظمة الكتابة الرئيسية إلى الفئات الرئيسية التالية: الرسوم اللفظية، الكتابة المقطعية، الحروف الهجائية، الأبجدية، الأبوجيدا.
الرسم اللفظي هو حرف أو رمز مكتوب يمثل كلمة واحدة أو عبارة. هناك حاجة إلى عدد كبير من هذه الرسوم لكتابة الأحرف الصينية أو المسمارية أو أحرف لغة المايا، إذ يرمز كل رسم إلى مقطع من كلمة أو مقطع لفظي أو إلى كليهما معًا.
إن الأحرف الصينية تمثل نظام الكتابة باستخدام الرسوم الصوتية الذي لا يزال مستخدمًا، ويستخدم هذا النظام أيضًا مع بعض التعديلات في لغات ولهجات مختلفة في الصين واليابان وأحيانًا في اللغة الكورية على الرغم من أنه في كوريا الجنوبية والشمالية يستخدم نظام هانغل اللفظي بشكل أساسي.
تتميز الكتابة المقطعية بأنها عبارة عن مجموعة من الرموز المكتوبة التي تمثل مقاطع كلامية معينة. تُعبِّر هذه الرموز عن مقطع يتكون من حرفٍ ساكن متبوعٍ بحرف متحرك أو حرف ساكن بمفرده، ومع ذلك فقد تكون المقاطع المستخدمة أكثر تعقيدًا في بعض النصوص مثل (حروف ساكنة متتالية). تعتبر الكتابة المقطعية مناسبةً أكثر للغات ذات البنية المقطعية البسيطة مثل اليابانية، ومن اللغات الأخرى التي تستخدم الكتابة المقطعية بعض فروع اللغة اليونانية الميسينية (النظام الخطي بي) واللغة الشيروكية واللغة الكريولية وغيرها.
الأبجدية هي مجموعة من الرموز التي يمثل كل منها صوتًا لغويًا. تتطابق الحروف والأصوات تمامًا في الأبجديات الصوتية، إذ يمكن للكاتب أن يتنبأ بهجاء كلمة معينة من خلال نطقها، ويمكن للقارئ أن يتنبأ بنطق كلمة معينة عند تهجئتها. وعلى كل حال فإن درجة توافق حروف الأبجدية مع أصوات لغة معينة يختلف اختلافًا كبيرًا من لغة إلى أخرى وحتى ضمن اللغة نفسها ويعود ذلك بشكلٍ أساسي لأن اللغات المنطوقة تتطور غالبًا بشكل مستقل عن أنظمة الكتابة الخاصة بها.
هناك ميزة خاصة في معظم أنظمة الكتابة التي تطورت في الشرق الأوسط، وهي أن الحروف الساكنة في الكلمة تكون مكتوبة عادةً، على الرغم من أنه يمكن الإشارة إلى أحرف العلة بإضافة علامات التشكيل المختلفة. ترجع أنظمة الكتابة التي تعتمد أساسًا على تمييز الأحرف الصوتية المنفردة إلى الهيروغليفية في مصر القديمة، وتسمى أنظمة الكتابة هذه abjads وهي مشتقة من الكلمة العربية أبجدية.
تتميز معظم الأبجديات في الهند وجنوب شرق آسيا بأن أحرف العلة يُشار إليها من خلال التشكيلات الصوتية أو تعديل شكل الحرف الساكن، ويسمى نظام الكتابة هذه «أبوجيدا». يتعلم الأطفال هذه اللغات كمقاطع ولكنها بخلاف المقاطع الصوتية الحقيقية لا يوجد رسوم رمزية مستقلة تعبر عن كل مقطع لفظي.
يميز المؤرخون بين عصور ما قبل التاريخية والعصور التاريخية عن طريق الكتابة. يمكن اعتبار رسومات الكهوف والكتابات على الصخور لشعوب ما قبل التاريخ سلائف للكتابة، لكنها لا تعتبر كتابةً حقيقية لأنها لا تمثل اللغة بشكل مباشر. تتطور أنظمة الكتابة وتتغير بناءً على احتياجات الأشخاص الذين يستخدمونها، وفي بعض الأحيان يتغير شكل ومعنى الرموز الكتابية مع مرور الزمن. وهكذا نستطيع التعرف على احتياجات الأشخاص الذين استخدموا نمطًا معينًا من الكتابة من خلال تتبع تطور نظام الكتابة مع مرور الوقت.
استخدمت العديد من الأدوات ومواد الكتابة على مدار التاريخ مثل الأقراص الحجرية والألواح الطينية وشرائح الخيزران وأوراق البردي وألواح الشمع وورق الخشب والورق والنحاس والأقلام والريش والعديد من أنماط الطباعة الحجرية. استخدم الإنكا حبالًا معقدة متشابكة مع بعضها لحفظ السجلات تعرف باسم الكويبو. ظهرت لاحقًا الآلة الكاتبة وتطورت أشكال مختلفة من طرق معالجة النصوص وأدوات الكتابة على نطاق واسع.