المغرب الكفاح من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية، أدت سياسة الاستغلال الفرنسي والإسباني للمغرب إلى تطور الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال والموجهة المسلحة.
1- مراحل الاحتلال الفرنسي والاسباني للمغرب:
بفرض معاهدة الحماية سنة 1912م تم تقسيم المغرب إلى مناطق تحت الوصاية الفرنسية وأخرى تحت السيطرة الإسبانية، في حين أصبحت طنجة مدينة دولية، وقد استمر غزو المغرب من طرف فرنسا وإسبانيا 22 سنة، (1912-1934)، وبدأت فرنسا بالسيطرة على غرب المغرب أو ما أسماه الجنرال ليوطي “بالمغرب النافع” أي المغرب المتميز بأهميته الاقتصادية وخاصة الفلاحية (سهول وهضاب المغرب الشمالي)، ثم بعد ذلك شرعت في احتلال المناطق الجبلية والصحراوية (المغرب غير النافع)/ إلا أنها ووجهت بمقاومات مسلحة عنيفة أخرت السيطرة الكاملة على المغرب إلى حدود سنة 1934م.
2- مقاومة المغاربة للاحتلال الفرنسي- الإسباني:
مقاومة عسو أوبسلام بصاغرو: من أبرز معاركه بوغافر سنة 1933م التي أجبر فيها الفرنسيين على قبول شروطه للاستسلام وتوقف المقاومة المسلحة 1934م.
1- ظهرت المقاومة السياسية لعدة عوامل واتخذ العمل من خلالها بعدة أشكال:
تعتبر الحركة الوطنية المغربية حركة سياسية منظمة تهدف إلى مواجهة المخططات الاستعمارية، وقد ظهرت المقاومة السياسة بعد إصدار الظهير البربري في 16 ماي 1930 من طرف السلطات الفرنسية الاستعمارية، وضعف المقاومة المسلحة، على يد فئة من الشباب المثقف، ويرجع ذلك لعدة عوامل:
وقد عرفت المقومة السياسية تعدد أشكال العمل الوطني:
2- الحركة الوطنية والمطالبة بالاستقلال:
تحولت الحركة الوطنية المغربية إلى المطالبة بالاستقلال بسبب عدة عوامل من بينها:
1- الحركة الوطنية والكفاح المسلح:
بعد الحرب العالمية الثانية دخل محمد الخامس في صراع مع سلطات الحماية تمثل في رحلته إلى طنجة سنة 1947م لتأكيد وحدة المغرب، وقد كان رد فعل سلطات الحماية هو تنفيذ مؤامرة عزل محمد الخامس ونفيه يوم 20 غشت سنة 1953م، فانطلقت بذلك حركة المقاومة المسلحة والتي مرت بمرحلتين وهما:
2- عجلت ثورة الملك والشعب بتحصيل الاستقلال:
بدأت سلطات الحماية تتآمر على السلطان محمد بن يوسف منذ تبنيه لوثيقة الاستقلال وتعاونه مع الوطنيين من أجل حصول المغرب على استقلاله، وزادت القطيعة بينهما عندما رفض محمد الخامس التوقيع على الظهائر التي تمس سيادة المغرب، مما اضطر السلطات الاستعمارية للاستعانة بمجموعة من العملاء من كبار القياد والباشوات (التهامي والكَلاوي وعبد الحي الكتاني …)، وشيوخ بعض القبائل الذين وقعوا على عريضة لعزل محمد الخامس رغم رفض الوطنيين والعلماء وعامة الشعب، وذلك بطلب من المقيم العام آنذاك الجنرال كَيوم، ليتم نفي السلطات الاستعمارية للسلطان محمد بن يوسف وأسرته خارج المغرب (جزيرة مدغشقر)، وتنصيب محمد بن عرفة مكانه، مما جعل المقاومة المغربية تكتسي طابعا فدائيا والتي عززت بظهور جيش التحرير فاندلعت ثورة الملك والشعب في 20 غشت 1953م، والتي استهدفت مصالح ورموز الاستعمار الفرنسي بالمغرب مما اضطر فرنسا للعمل على عودة محمد بن يوسف سنة 1955م، وإعلان الاستقلال سنة 1956م.
3- مر استكمال الوحدة الترابية المغربية بعدة مراحل:
رغم اعتراف فرنسا وإسبانيا باستقلال المغرب، فقد ظلتا تحتلان أجزاء مهمة شاسعة من أراضيه، لهذا عمل محمد الخامس بتنسيق مع الحركة الوطنية ومن بعده ابنه الحسن الثاني على إتمام الوحدة الترابية عبر مراحل:
ولا تزال كل من مدينة سبته ومدينة مليلية خاضعتان للاستعمار الإسباني لحد الآن، والذي لازال المغرب يقوم بمجهودات سياسية جبارة لاسترجاعهما.
قادت الحركة الوطنية وبتنسيق مع السلطان محمد بن يوسف كفاح المغرب ضد الاستعمار الفرنسي والإسباني، حيث حققت الاستقلال سنة 1956م، لتنطلق معركة بناء الدولة المغربية الحديثة والعصرية.