ما أهم ما يكتبه كاتب الرسالة في الافتتاح؟، البسملة أو التسمية وتُعرَف أيضاً بأصلها: «بِسْمِ ٱللَّهِ» هي العبارة الإسلامية "بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ" يقرأ المسلمون البسملة في مواضع متعددة، غالبًا قبل الشروع في العبادات كالغسل والوضوء والتيمم.
البسملة مذكورة في دستور أكثر من نصف الدول الإسلامية أو ذات الشعوب التي تمثل الغالبية المسلمة. وفقًا للمعتقد الإسلامي، فالبسملة مفتاح القرآن، وأول ما جرى به القلم في اللوح المحفوظ، وأول ما أمر الله به جبريل أن يُقرِئَه النبي محمد: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١﴾ [العلق:1]
اختلف أهل العلم في حكم البسملة من حيث الجهر بها والإسرار في الصلاة على أقوال:
القول الأول: أنه يسن الجهر بها في الصلاة الجهرية والإسرار بها في الصلاة السرية. هذا القول روي عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وابن عمر وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وشداد بن أوس وسعيد بن جبير ومحمد بن شهاب الزهري، وهو القول المشهور عن الشافعية. أما أدلتهم فهي نفسها أدلة القائلين بوجوب قراءة البسملة في الصلاة.
القول الثاني: أنه يسن الإسرار بالبسملة في الصلاة مطلقًا، وهو قول جمهور أهل العلم من المحدثين والفقهاء، واستشهدوا بعدد من الأدلة منها حديث أنس بن مالك عن النبي وعن الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان أنهم كانوا لا يجهرون بسم الله الرحمن الرحيم. وقد بوب الدارمي في سننه باب أسماه: باب كراهية الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، قال ابن تيمية: أما حديث أنس في نفي الجهر فهو حديث صريح لا يحتمل التأويل.
القول الثالث: التخيير بين الجهر والإسراء، وهذا القول يروى عن الحكم بن عتيبة وإسحاق بن راهويه وابن أبي ليلى وابن حزم. اعتمد أصحاب هذا القول على الجمع بين أدلة الجهر وأدلة الإسرار.
والراجح أن الجهر والإسرار بالبسملة قد وردا عن النبي، لكن الإسرار بها كان أكثر، قال ابن القيم: «وكان يجهر بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في كل يوم وليلة خمس مرات أبداً حضراً وسفراً، ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين، وعلى جُمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة، هذا من أمحل المحال حتى يحتاج إلى التشبث فيه بألفاظ مجملة، وأحاديث واهية، فصحيح تلك الأحاديث غير صريح، وصريحها غير صحيح، وهذا موضع يستدعي مجلّداً ضخماً». أما في غير الصلاة فأكثر القراء يقولون بالجهر بالبسملة، ويروى عن بعضهم إخفاؤها منهم حمزة ونافع وروي عنهما الجهر بها.