المبدأ الاقتصادي الذي دعا اليه ابو ذر، أبو ذر جُنْدَب بن جنادة الغفاري (المتوفى سنة 31 هـ أو 32 هـ) صحابي من السابقين إلى الإسلام. قيل إنَّه رابع أو خامس من دخل في الإسلام، وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة النبوية.
كان أبو ذر الغفاري في الجاهلية يتكسَّب من قطع الطريق، كما كان موحدًا، ولا يعبد الأصنام. وحين بلغته الأخبار بأن هناك من يدعو للتوحيد في مكة، سارع إلى الإسلام، فكان من السابقين إلى الإسلام. هاجر إلى المدينة المنورة بعد غزوتي بدر وأحد، ولزم النبي، وشارك في غزواته.
شهد أبو ذر فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب، وأقام في الشام. تسببت حدَّته في فساد العلاقة مع والي الشامِ معاوية بن أبي سفيان، فكتب معاوية يشكوه إلى عثمان بن عفان بأنه أفسد عليه الشام، فطلبه عثمان؛ فخرج أبو ذر إلى المدينة. وفي المدينة حدثت خلافات، فخرج إلى الرَّبْذَة، وتوفي فيها سنة 31 هـ أو 32 هـ، وصلى عليه عبد الله بن مسعود، وألحده بنفسه.
كان أبو ذر زاهدًا عالمًا، قال عنه الذهبي في ترجمته في كتابه «سير أعلام النبلاء»: «وَكَانَ رَأْسًا فِي الزُّهْدِ، وَالصِّدْقِ، وَالعِلْمِ، وَالعَمَلِ، قَوَّالًا بِالحَقِّ، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، عَلَى حِدَّةٍ فِيْهِ».
هذه بعض الصفات المعروفة عن أبي ذرّ الغفاريّ، والتي تعكس شخصيته القوية وتفانيه في الدين والعبادة.
أبو ذر الغفاري هو صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد أشهر الصحابة المؤمنين. ولد أبو ذر في قبيلة غفار في الجاهلية وعاش في المدينة المنورة بعد قبول الإسلام. وقد تميز بتفانيه في العبادة وتعلقه بالله ورسوله.
هذه بعض المواقف الشهيرة لأبو ذر الغفاري، وهو صحابي عظيم وقدوة للمسلمين في الإيمان والعدل والتواضع.
أبو ذر الغفاري كان صحابياً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو لم يدعو إلى مبدأ اقتصادي محدد بشكل خاص. ومع ذلك، يُعتبر أبو ذر وغيره من الصحابة من الذين عاشوا في ظروف اقتصادية صعبة خلال فترة المدينة النبوية، وقد كانوا يتبعون توجيهات النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالتعاون والتكافل الاجتماعي والمساعدة المتبادلة بين المسلمين.
من القيم الاقتصادية التي دعا إليها الإسلام وأكدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي التعاون والتكافل الاجتماعي وتقاسم الموارد بين المسلمين. وكان الصحابة، بما فيهم أبو ذر، يتبعون هذه القيم من خلال مشاركة الثروة والمساعدة فيما بينهم. وهذا يشمل مساعدة الفقراء والمحتاجين والمشاركة في الأعمال الخيرية والزكاة.
بشكل عام، يمكن القول أن أبو ذر وغيره من الصحابة كانوا يؤمنون بفكرة العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة، وكانوا يعتبرون المال والموارد موروثًا يجب أن يستخدم لخدمة المجتمع بأكمله.
كان أبو ذر صاحب رأي فريد في الاكتناز والكنز، وكان شديد الضرر منه، ودعاء إلى الإنفاق، وحذر المسلمين من عكسه لاسيما في خلافة عثمان عندما كثرت الأموال، وتزايدت.
لقد روي عنه أن كان يقول «بشر الكانزين بكي في الجباه وكي في الجنوب وكي في الظهور حتى يلتقي الحر في أجوافهم».
نجده يؤكد على رأيه بوضوح في رفضه للاكتناز، ومناداته للإنفـاق، مـا رواه البخاري عن زيد بن وهب قال : «مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر فقلت له، مـا أنزلـك منزلك هذا؟، قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في قوله تعالى: «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله..» قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذلك، وكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إلي عثمان أن أقدم إلى المدينة، فقدمتها فكثر علي الناس، حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت.
الرواية السابقة يتضح لنا موقفه الواضح والصارم من عملية الاكتناز، حيث كان يجاهد ويدعو لمحاربتها، حتى لا تنعكس سلبا على الاقتصاد القومي مـن خلال تقليص عملية الإنفاق، ومن ثم فإن السياسة المالية لأبي ذر هي سياسة توسعية بضوابط محددة تحارب الاكتناز، وتدعو إلى المزيد من الإنفاق الذي يؤثر إيجابيا على عمليتـي الاستهلاك والاستثمار، ومن ثم يحدث الرواج الاقتصادي وتقل حدة الفقر، ويتقلص التفاوت بين فئات المجتمع في توزيع الدخل.