كأنّ الصبح يطردها ما التشبيه الموجود في هذا الجزء من البيت، التشبيه هو عقد مقارنة بين طرفين أو شيئين يشتركان في صفة واحدة ويزيد أحدهما على الآخر في هذه الصفة، باستخدام أداة للتشبيه.
مثال: الرجل كالأسد في قوته.
تحليل الجملة:
يمكن لأداة التشبيه أن تكون حرفاً أو اسماً أو فعلاً أو مايشبه ذلك مثل: الكاف – مثل – شبيه – يشبه – يماثل - يضاهي...إلخ
بالنظر إلى الأركان التي يتألف منها التشبيه يمكن أن يكون لدينا أنواع للتشبيه:
التشبيه البليغ : قلنا هو التشبيه الذي يقتصر على المشبه والمشبه به، ويرد بأشكال مختلفة:
وهنا يأتي طرفا التشبيه صورتين مركبتين، يربط بينهما القائل.
إذا ارتبطت صورتان بأداة تشبيه، سمي التشبيه بالتشبيه التمثيلي. مثال عليه: قول الله تعالى: " مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ". شبه الله سبحانه وتعالى هيئة الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ابتغاء مرضاته ويعطفون على الفقراء والمساكين بهيئة الحبة التي أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء.
إذا تم الربط بين الصورتين بدون استخدام أداة تشبيه سمي التشبيه بالتشبيه الضمني (وهو يلمح من خلال الكلام وليس موضوعا على صورة التشبيه العادي). ويكون الطرف الثاني دليلا على الطرف الأول وللتأكيد على صحة الأول مثال:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
هو جعل المشبّه مشبهاً به بادعاء ٲن وجه الشبه فيه ٲقوى وٲظهر
مثال:
وبدا الصّباحُ كٲنَّ غُرَّتَهُّ وجه الخليفة حين يُمتدحُ
التشبيه المستخدم في هذا الجزء من البيت هو "كأنّ الصبح يطردها". هذا التشبيه يستخدم لوصف العلاقة بين الصبح والشخص المذكور. يُشبه الصبح بشخص يطرد الشخص الآخر بقوة أو بإصرار. يمكن تفسير هذا التشبيه بأنه يعكس رغبة الشخص في البقاء في الظلام أو في اللحظات الأخيرة من الليل، ولكن الصبح يأتي بقوة ليطردها ويجبرها على الانصراف ومغادرة الحالة الداكنة. التشبيه يستخدم الصبح كرمز للنور والإشراق ويعكس قوة تأثيره على الشخص المذكور، حيث يُشعر بأنه يقاوم ويحاول طرد الظلام والدفع بالشخص نحو النهار والإنارة.