من صفات البخاري، الإمام البخاري هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري، وكنى بأبي عبد الله ، ولقب بالجعفي، لأن جده المغيرة كان مجوسياً، وقد أسلم على يد شخص اسمه اليمان، وولد البخاري في اليوم الثالث عشر من شهر شوال من العام الأول مائة وأربعة وتسعون، كما طلب العلم وهو ابن عشرة سنوات إلى جميع الأمصار، وحينما كان يكتب الحديث كان يُصلي ركعتين ثم يضعه في كتابه.
كما بلغ عدد الأحاديث في صحيح البخاري أكثر من ستة آلاف حديث، وكان يحفظه عن ظهر قلب وذكروا أمامه للتجريب حيث كانت مقلوبه السند، فأعاد الأحاديث الصحيحة بسلاسلها المذكورة، وتوفي عن عمر مائتين وستة وخمسين، وكان يبلغ من العمر اثنين وستين عامًا تقريبًا، ولم يترك أولاداً وراءه.
من خلال الـ بحث عن الامام البخاري نجد أنّه تميز بالصفات الحميدة، ونال فيه أعظم كمال وجدارة، وكان كريمًا لذلك يبذل في يديه كل شيء ولا يدخر شيئًا، الكثير من العبادة وتعلم القرآن، وكان تقيًا في شؤونه بعيدًا عن الشُّبُهات، ومحافظًا على حقوق العباد، بعيدًا عن إعلان جرحه للعلماء، ومحافظ على فضائلهم، وأكثر من قال: “إنكار الحديث” حتى صار تعبيراً خاصاً به، لأنه عُرف بذاكرته وقوة الحفظ، فقد سمعه محمد بن حمويه يقول:
“أَحْفَظُ مِئَةَ أَلْفَ حَدِيثٍ صَحِيحٍ، وَأَحْفَظُ مِئَتَيْ أَلْفَ حَدِيثٍ غَيْرَ صَحِيحٍ”، واختبره أهل بغداد بمئة حديثٍ مقلوبة السند والمتن، فأعادها عليهم بالترتيب كما سمعها بأخطائها، ثُمّ رواها بالسند والمتن الصحيح لها، وقد قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: ما أخرجت خُراسان مِثله، وقال له الإمام مُسلم: “أَشْهَدُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ”، وقال عنه الحاكم إنّه إمامُ أهل الحديث.
نُسب الإمام البخاري لإسماعيل بن إبراهيم بن برديزبة، حيث كان بردزبة فارسيًا، ثم أسلم على يد المغيرة وأتى بخارى ونسب إليها، حيث كانوا ينسبون الشخص ذات مرة إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما والده إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد انكشف له ابن حبان في عمله “ثِقات”، وعرف عنه الاجتهاد وحرصه في كسب المال الحلال حتى تبين أنه لا يعلم بأمر ماله شيء ممنوع أو مشبوه، وعندما مات كان ابنه محمد صغيرًا.
وقد حج البخاري مع أمه وأخيه وأقام بمكة المكرمة وطلب العلم، وألهمه طلب الأحاديث وحفظه وهو لا يزال شابًا في الكُتّاب، وصحح لبعض أهل الحديث عندما كان في الحادية عشرة من عمره، وسافر طالبًا العلم إلى بلاد الشام في مصر والجزيرة العربية والبصرة والحجاز والكوفة وبغداد، وكان ظهور الإمام البخاري في أسرة متدينة ثرية، وكانت والدته من أهل الكرامة والولاية تردد أن محمد ابنها فقد بصره وهو صغير فدعت الله تعالى أن يعيد بصره واستجاب لها الله تعالى.
اتسم الإمام البخاري في جمع الحديث بصفات عديدة، حيث وضع الإمام البخاري في كتابه الصحيح شرطين لقبول الحديث وخاتمة في كتابه، وبيان هذين الشرطين على النحو التالي:
أثنى كثير من علماء الحديث وأئمة الإسلام على الإمام البخاري، وأقروا بفضله في علم الناس وعلم علل الحديث، قال عنه عمرو بن علي الفلاس: “حديثٌ لا يعرفُه مُحمد بن إسماعيل فليس بِحديث”، كما جمع بين الحديث والفقه والتقوى والعدل والعلم والعبادة، وهناك الكثير من التعليم والصلاة وخاصة به في رمضان، حيث كان يختم المصحف مرة في اليوم ويختمه بالليل كل ثلاث ليال في قيامه بعد صلاة التراويح وإذا جاءه شيء في الصلاة لم يقطعه حتى يكمله.
كما عُرف بكرمه وإنفاقه على الفقراء والمحتاجين، وعُرف باحترامه لذاته، والعفة يده، يكتسب المال بالمضاربة بالمال الذي ورثه عن أبيه، حيث كان يكرس نفسه لتعاليم الحديث والسنة، وكان بعيدًا عن محبة المال التي تتميز بالإيثار، والكثير من التمسك بالسنة بعيدًا عن الجلوس مع الأمراء، وقال عنه قتيبة بن سعيد: هو مثل عمر بن الخطاب من الصحابة.
اشتهر الإمام البخاري بذكائه بين الناس وامتُحن بمئات الأحاديث مقلوبة السند، وأعادها بأسانيدها الصحيحة وكررها بسلاسة مما يدل على الاهتمام بالكتب في تلك العصور ودلالة على نجاحه، خاصة بعد أن اعترفوا بأنها كانت أصح كتب بعد القرآن الكريم، كما بلغت الشروح والتعليقات المتعلقة بها قرابة مائة وثلاثين أو المزيد من الكتب، ومن أشهر التفسيرات في كتابه كتاب فتح الباري الحافظ ابن حجر العسقلاني، ومن أبرز مصنفاته كتاب الجامع الصحيح.
كما يعتبر كوثر المعاني الدراري من أبرز الكتب في كشف أسرار صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي وعون الباري شرحًا للتجريد الصريح لصديق حسن خان، وكتاب أعلام السنن للخطابي، وهو دليل على جهود الدولة في خدمة كتاب صحيح البخاري وحنكتهم في العلم والفكر وحب الأمة لنبيها وآثارها، ونزلت مؤلفات البخاري أهمها صحيح في فقهه وعمل على نزع الفوائد ومن الأحاديث والأحاديث المرتبة المبنية على هذه النعم، وتنوعت في ذكر الأحاديث النبوية في أقسام مختلفة حسب الموضوعات التي أشار إليها في حديثها الواحد.