ما معنى اللهم صيبا نافعا، عندما تسقط الامطار تتجه أيادينا نحو السماء، و يتساءل الكثيرون ماذا يدعون حين ينزل المطر، خصوصا و أن وقت نزول المطر هو وقت إجابة الدعاء، و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعي ربه قائلا حين ينزل المطر: “اللهم صيبا نافعا”.
من المستحب وقت نزول المطر الدعاء بأدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه و سلم، و منها مثلا دعاء: “اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، و لا تهلكنا بعذابك، و عافنا قبل ذلك، اللهم إني أسألك خيرها و خير ما فيها، و خير ما أرسلت به، و أعوذ بك من شرها، و شر ما فيها، و شر ما أرسلت به”، و يوجد دعاء آخر مستحب وقت نزول المطر، و هو دعاء: “اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَ لاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَ الظِّرَابِ، وَ بُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَ مَنَابِتِ الشَّجَرِ”.
يعتبر وقت نزول المطر من الاوقات المستحب الدعاء فيها، و يكن الدعاء وقتها مستجابا، و ذلك لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: اثنتان لا تردان الدعاء، عند النداء و تحت المطر”، و هي فرصة ذهبية لكل مسلم لكي يتقرب إلى الله و يدعوه بما يحب، و من المستحب ان تتعرض لماء المطر و ذلك أن أنس رضي الله عنه قال: “أَصَابَنَا وَ نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مَطَرٌ ، قَالَ أنس: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ثَوْبَهُ ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟، فقال صلى الله عليه و سلم: لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى”.
اصبحنا الان نعرف ان دعاء وقت المطر المستحب هو قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: “اللهم صيبا نافعا”، و لكي نفهم معنى هذا الدعاء، سوف نقوم بشرح معنى كل كلمة، و نبدأ بكلمة صيبا، و الصيب في اللغة العريية هو المطر، و في اقوال اخرى يقال ان الصيب هو السحاب، و هو مشتق من ان المطر حين يهبط من السماء يصيب الاراض، فأصاب المطر الأرض و يوف المطر بالصيب، و نافعا يقصد بها رسول الله اي بلا ضرر و النفع، فعند الدعاء بقول النبي: “اللهم صيبا نافعا” فأنت إذن تسأل الله عز و جل ان يعطينا من هذا المطر النفع و يرفع عنا الضرر.
و في بقية الدعاء يطلب النبي من الله عز و جل أن يكون هذا المطر هنيئا، فينال منه الناس الفرحة بالخير، و يطلب من الله ان لا يهلكنا بهذا المطر، و لا يكون مطره غضبا علينا، و يسأل الله ان يقينا شر هذا المطر، و لذا يعتبر دعاء رسول الله دعاءا كافيا و وافيا عند وقت نزول المطر.
و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: “هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ ” قالوا : الله و رسوله أعلم . قال صلى الله عليه و سلم: ” قال : أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله و رحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب و أما من قال: مطرنا بنوء كذا و كذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب “، و معنى مطرنا بنوء كذا أي أصابتنا الامطار بسبب رياح كذا و كذا، و هو نكران لفضل الله في نزول الامطار حيث انه هو الذي يسبب الاسباب و يرسل الرياح.