كم خلية دم حمراء يستطيع أنتاجها الجسم في اليوم الواحد، خلايا الدم الحمراء أو كريات الدم الحمراء (تُسمى في البشر والحيوانات التي لا تمتلك فيها خلايا الدم الحمراء أنويةً) هي نوع من أنواع خلايا الدم، وهي الأكثر تعدادًا فيه. تشكل هذه الخلايا الوسيلة الرئيسية للفقاريات لتوصيل الأكسجين (O2) إلى أنسجة الجسم بواسطة الجريان الدموي في الدوران الجهازي. تأخذ كريات الدم الحمراء الأكسجين في الرئتين، أو خياشيم الأسماك، وتحرره في الأنسجة أثناء مرورها في الشعيرات الدموية.
يكون سيتوبلازم الكريات الحمراء غنيًا بالهيموغلوبين، وهو جزيء حيوي يحتوي على الحديد الذي يربط الأكسجين وهو المسؤول عن اللون الأحمر للخلايا والدم. يتكون غشاء الخلية من بروتينات وليبيدات، ويوفر هذا الهيكل خصائص أساسية لوظيفة الخلية الفيزيولوجية مثل قابلية تغيير الشكل والهشاشة في أثناء عبور الجهاز الدوراني وخاصة شبكة الشعيرات الدموية.
تكون خلايا الدم الحمراء الناضجة في البشر أقراصًا إهليلجية مقعرة الوجهين ومرنة. تفتقر الكريات الحمر لنواة الخلية ومعظم العضيات، لكي تترك أقصى مساحة للهيموغلوبين «الخضاب»، إذ يمكن اعتبارها محافظ من الغشاء البلازمي بداخلها الهيموغلوبين.
يُنتج ما يقرب من 2.4 مليون كريات دموية جديدة في الثانية في البشر البالغين. تتطور الخلايا في نخاع العظم وتدور لمدة حوالي 100-120 يوم في الجسم قبل أن يتم إعادة تدوير مكوناتها عن طريق الخلايا البلعمية الكبيرة. تستغرق كل دورة في جسم الإنسان قرابة 60 ثانية (دقيقة واحدة). تشكل كريات الدم الحمراء حوالي 84% من الخلايا الموجودة في جسم الإنسان وعددها بين 20 إلى 30 تريليون خلية دم حمراء. كما تشكل الكريات الحمر ما يقرب نصف حجم الدم، إذ يقدر الهيماتوكريت عند الرجل البالغ (38-46%) والأنثى البالغة (35-44%).
يطلق على كرية الدم الحمراء (بالإنجليزية: Erythrocyte) (بالإنجليزية: Red blood corpuscle) مسمياتٍ عديدة، منها خلية دم حمراء أو خلية حمراء (بالإنجليزية: Red Blood Cell)، وتُعرف اختصارًا RBC. كما تُسمى أيضًا الهيماتيد (بالإنجليزية: Haematids) أو الخلية الحمراوية (بالإنجليزية: Erythroid cell). كلمة (Erythrocyte) مشتقةٌ من اليونانية (erythros تعني «حمراء» و kytos تعني «وعاء مجوف»، مع اللاحقة cyte- التي تعني «خلية»).
إن الوظيفة الرئيسية للكريات الحمراء هي نقل الهيموغلوبين الذي يقوم بدوره بحمل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة. وفي بعض الحيوانات الدنيا يدور الهيموغلوبين كبروتين حر في البلازما وليس محصوراً في الكريات الحمر. ولكنه عندما يكون حراً في بلازما الإنسان يتسرب حوالي 3% منه خلال أغشية الأوعية الشعرية إلى أحياز الأنسجة أو خلال أغشية كبيبات الكلية إلى محفظة بومان كل مرة يمر فيها الدم خلال الشعيرات. ولذلك لكي يبقى الهيموغلوبين داخل مجرى الدم لا بد له من أن يبقى داخل كريات الدم الحمراء.
يتختلف عدد الخلايا الحمراء التي يستطيع الجسم إنتاجها في اليوم الواحد من شخص إلى آخر. ومع ذلك، فإن الجسم البشري عادةً يقوم بإنتاج نحو 2 إلى 3 ملايين خلية دم حمراء في الثانية الواحدة.
تحتاج خلايا الدم الحمراء إلى مستويات صحية من الحديد وفيتامين ب12 وحمض الفوليك وغيرها من العناصر الغذائية للنمو والتطور السليم. قد يؤثر أي نقص في هذه المواد الغذائية على إنتاج الخلايا الحمراء وقد يتسبب في انخفاض عددها أو حجمها.
مع ذلك، يجب ملاحظة أن الأرقام المذكورة هي قيم مقدرة وقد تختلف من شخص لآخر بناءً على العديد من العوامل مثل الصحة العامة والوراثة والعمر والجنس والحالة الفسيولوجية والبيئة والعوامل الغذائية.
تُنتج وتتحطم حوالي 200 مليار كرية دم حمراء في اليوم الواحد مما يسمح باستقرار عدد الكريات الحمراء.