تعرَّف سلسلة العمليات التي يستخدمها العلماء لجمع المعرفة بهدف تحقيق فهمٍ أفضل للأحداث التي تدور من حولهم، ومحاولة إيجاد تفسيرٍ لمختلف الظواهر التي تجري في محيطهم بشكلٍ علميٍّ ودقيقٍ، “الطريقة العلميّة”. في هذا المقال، نتحدث بشيءٍ من التفصيل عن خطوات الطريقة العلمية وكيفيّة تطبيقها بشكلٍ مفيدٍ.
الملاحظة ليست فقط الخطوة الأولى ولكنّها الأهم، فلولا الفضول الذي يدفعنا إلى مراقبة الأشياء والسؤال عنها، لما توصّل أحدٌ إلى أيّ اكتشافٍ منذ بداية البشرية وحتى الآن. ولعلّ من المهم أيضًا أن تكون هذه الملاحظة هادفة، وأن تكون صياغة السؤال صحيحةً، لأنّها في الواقع القائد الذي سيقود الخطوات التالية.
المقصود بالبحث هنا هو الاطلاع على تجارب الآخرين فيما يخصّ ملاحظتك، وقراءة ما توصّلوا إليه بهدف الاستفادة من أخطائهم وعدم تكرارها من جهةٍ، والإحاطة بالموضوع بشكلٍ أفضل، وفهمه قبل مواصلة البحث نحو تحسينه أو فهمه من جهةٍ أخرى.
يقصد بذلك وضع مجموعة الاقتراحات التي من المتوقع أن تكون جوابًا محتملًا لمشكلتك أو لسؤالك، تحضيرًا للخطوة التالية. من الجدير بالذّكر أنّ للفرضيّات أنواعًا كثيرةً، وأنّ هناك عدّة طرقٍ لوضعها، ولكنّنا لسنا بصدد الحديث عنها في هذا المقال.
[news1]
بعد أن قمت بملاحظة حدثٍ ما، وصغت الفرضية المناسبة حول ما قد يمكن أن يكون التفسير لهذا الحدث، يأتي دور الخطوة الرّابعة من خطوات الطريقة العلمية المتمثّلة باختبار الفرضيّات، وتحديد فيما إذا كانت قابلةً للتطبيق فعلًا أم لا. في هذه الخطوة، من المهم التركيز على السؤال المطروح في البداية، وتجنّب الابتعاد عن الموضوع أثناء دراسة الفرضيّات.
سينتج عن اختبار الفرضيّات كمية هائلة من المعلومات، بعضها سيكون مفيدًا ويخدم التجربة، وبعضها سيكون زائدًا ولا يدعم توقعاتك. في هذه الخطوة، يتم تنسيق النتائج وتحديد الفرضيّات التي أثبتت صحّتها واستبعاد الفرضيّات الخاطئة، مع تبيان نقاط قوّة وضعف كلّ منها بناءً على التجارب المجراة.
من المهم التنويه هنا إلى أنّ عدم وجود خلاصة في العلم؛ يُعتبر بحد ذاته خلاصة! بمعنى، إذا توصّلت في نهاية تجاربك إلى أنّ كلّ فرضيّاتك خاطئة، فإنّ ذلك مهمّ ويوفّر الكثير من الجهد في الأبحاث القادمة حول نفس الموضوع. كما أنّ النتيجة الصّحيحة قد لا تكون صحيحةً بالمطلق، وقد تثبت تجارب وأبحاث لاحقة خطأها، وتقترح أجوبةً بديلةً أفضل وأكثر منطقيّة.
[news2]
قد يوحي مصطلح “الطّريقة العلميّة” على أنّها مقتصرةٌ على مجموعة الخطوات التي يتبعها العلماء في دراساتهم وأبحاثهم، إلّا أنّ ذلك ليس صحيحًا، إذ يمكن استخدام وتطبيق خطوات الطريقة العلمية في حل حتى أبسط مشكلات الحياة اليوميّة. لعلّ الفرق الوحيد بين طريقة العلماء وطريقتنا في الحياة اليوميّة، هي أنّ العلماء يوثّقون – وبعنايةٍ – كلّ خطواتهم لتكون مرجعًا وأساسًا لدراساتٍ لاحقةٍ في المجال نفسه. في هذه الفقرة، سنذكر مثالين على تطبيقين علميين يبينان خطوات الطريقة العلمية، أحدهما في المختبر والآخر من الحياة اليوميّة.
[news3]
في الواقع، يمكن ذكر ما لا يحصى من الأمثلة على الطّريقة العلميّة التي نستخدمها جميعًا كلّ يومٍ ودون علم منّا أحيانًا. في المرة القادمة التي تواجه فيها مشكلةً من أيّ نوعٍ، امسك قلمًا وورقةً، وجرّب حلّها على طريقة العلماء.
[news4]