مفرد الخلائق
في البدء خلق الله السموات. وحيث يوجد الله، يوجد النور لا الظلمة. ألوف الملائكة تخدم الله في السماء، وتخدمنا نحن أيضاً. ليس في السماء نزاع أو حزن، بل فيها سلام وفرح على الدوام، لأن الله ساكن في أعلى السموات، والله محبة.
بعد السموات خلق الأرض، والأرض مكان عجيب وجميل، ولكنها في البداية عندما خلقها الله، كانت تختلف كثيراً عما هي الآن. ورد في تكوين 1: 2 "وكانت الأرض خاوية وخربة" أي لا شكل لها، ولا يسكن فيها أحياء. وكانت أيضاً مظلمة. ولكن الله كان يعمل، فالظلمة لا تؤثر عليه، بل هو يستطيع أن يشتغل في الظلمة كما في النور.
بعد ذلك خلق الله النور. وقد تسألني قائلاً: كيف خلقه؟ والجواب: خلقه بكلمته. قال الله: "ليكن نور" فأضاء النور وأشرق على الأرض المظلمة. النور جميل... بعكس الظلام. الإنسان، في الظلام يكون خائفاً وغير مطمئن. كلنا نفرح عندما يولي الظلام ويأتي النور. نشكر الله الذي لا ينسى أن يرسل لنا النور في كل صباح. بعد هذا أمر الله أن يكون على الأرض ظلمة ثم نور... ظلمة ثم نور، والنور دعاه الله نهاراً والظلمة دعاها ليلاً. جعل الله النهار لكي يستطيع الناس أن يروا ويشتغلوا. كلنا نعمل في النهار، ولكننا نتعب من العمل، وحين يأتي الليل ننام ونستريح، وفي الصباح يزول التعب.
كل إنسان يتكل على الله لا يخاف من الظلام في الليل، لأن الله يلاحظنا ويهتم بنا، الله لا ينعس وهو يوصي الملائكة كي تحرسنا ونحن نيام. لذلك يجب علينا عندما نصحو في الصباح أن نشكر الله، لأنه حفظنا. في الأول كان مساء وبعد ذلك جاء الصباح، وهكذا انتهى أول يوم صنعه الله.
في اليوم الثاني استمر الله في عمل الخليقة، فصنع "الجلَد" الذي نسميه "الجو" والجلد مرتفع جداً جداً، وفوق الجلد توجد السماء مسكن الله. فهل يستطيع الله أن يسمعنا عندما نكلمه؟
نعم، بكل تأكيد... كيف يسمعنا وهو ساكن بعيداً جداً جداً؟ آه...الله قادر أن يكون موجوداً في كل مكان، فهو يرانا ويسمعنا ويستطيع أن يكون معنا في كل مكان نكون فيه، وعندما نصلي ولو بصوت خفيض كالهمس يسمعنا الله بدون شك.
الأرض- اليابسة - والبحار
وبعد هذا... ماذا عمل الله؟ حدثت تغييرات كثيرة في الأرض. في الأول كانت الأرض خالية، ليس فيها أشجار ولا نبات ولا حيوانات. ولكن في اليوم الثالث تكلم الله قائلاً: لتجمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة. وفي الحال تم ذلك، ودعا الرب اليابسة أرضاً ومجتمع المياه دعاه بحاراً.
وعلى اليابسة عمل الله جبالاً عظيمة الارتفاع، لدرجة أن الثلوج تغطي أعاليها، ولما تشرق الشمس تذوب الثلوج وتجري المياه إلى أسفل الجبل في مجاري صغيرة، ولما تتقابل تلك المجاري الصغيرة، تكوّن الأنهار الكبيرة، التي تصب في البحر. والبحار عميقة جداً. ولما ننظر إلى الجبال المرتفعة والحار المتسعة نفهم أن الله عظيم وقادر عل كل شيء.
عرفنا أن المياه تجمعت معاً وظهرت اليابسة. بعد هذا، ظهرت في الأرض كل الأعشاب والخضر والأشجار والزهور، وكل أنواع النبات. وأنت تلاحظ أننا نتضايق إذا كانت كل الأشياء التي نراها متشابهة ومن نوع واحد وشكل واحد ولون واحد وحجم واحد، لذلك الله الحكيم العظيم، خلق جميع الأشياء مختلفة بعضها عن بعض. فنرى مثلاً الورد الأحمر، والشجيرات الخضراء، ومن الحيوانات نرى الفيل الضخم، والفراشة الصغيرة والدودة البسيطة، وكما نرى الجبل المرتفع نرى الوادي المنخفض، الذي فرشه الله ببساط ملوّن من العشب. الشجر يرتفع في الهواء وحوله الحشائش والأزهار المختلفة، التي تنشر رائحتها الجميلة في الجو، وهكذا جعل الله الأرض حديقة جميلة.
ولكن الله لم يجعل الأرض جميلة فقط، بل جعلها تخرج الطعام للحيوانات وللإنسان أيضاً مع أن الله لم يكن قد خلق الإنسان بعد. وقصد الله أن النباتات كلها تستمر في النمو، فبعدما تكبر الشجرة وتزهر، تخرج ثمراً وفي الثمر تكون بذور. فإذا زرعت تلك البذور تنبت أشجار من نفس نوع الشجرة.. وهكذا.. وذلك لكي يكون هناك طعام دائماً. ما أعظم حكمة الله في كل شيء عمله! يجب علينا أن نشكر الله دائماً على عنايته بنا، بهذا الشكل العجيب.
الشمس- القمر- الشمس
بعد اليوم الثالث. حل اليوم الرابع... وتكلم الله أيضاً فخلق الشمس والقمر والنجوم، وحدد لكل منها الوقت الذي تشرق فيه. فالشمس أمرها أن تشرق في النهار وأمر القمر والنجوم أن تضيء في الليل. والله يهتم دائماً أن تسير كل الأشياء حسب النظام الذي عينه لها. فهو عمل النهار والليل، والربيع والصيف، والخريف والشتاء، وكلها باقية منذ يوم الخليقة، ولا يمكن للإنسان أن يغير شيئاً من نظام الفصول.
ما أجمل ضوء الشمس وما أجمل الدفء الذي تعطيه لنا حرارتها! وما أجمل النجوم وما أكثر عددها!.. هل تستطيع أن تعد النجوم؟ لا يمكن...يمكننا أن نرى بعيوننا2000نجم، فإذا نظرنا من "تيليسكوب" أي نظارة مقربة للأشياء البعيدة، يمكننا أن نرى 200 ألف نجم. والنجوم تظهر صغيرة جداً، ولكنها كبيرة جداً جداً. والله يعرف ملايين النجوم بأسمائها، كذلك هو يهتم بنا أفراداً ويعرفنا بأسمائنا.
هكذا كانت الأرض يغطيها العشب الأخضر الجميل. في الصباح تشرق عليها الشمس، وفي الليل يظهر القمر بنوره الهادئ، وتتلألأ النجوم في السماء. ولو كانت للشمس والقمر والنجوم والأشجار ألسنة، لكانت تقول: الله عظيم، الله حكيم، لأنه صنعنا كلنا بهذا المنظر الجميل. ولكن ليس لها ألسنة لتتكلم، بدل الكلام ترسل الشمس ضوءها وحرارتها، وكذلك القمر والنجوم تتلألأ، والأزهار أيضاً ترسل رائحتها الجميلة فتعطر الجو، وكأنها تريد أن تقول: ما أعظم حكمة الله وقدرته وغناه! وكان كل شيء على وجه الأرض في سكون. فلم يكن هناك شيء يحدث ضجة أو ضوضاء.
وفي اليوم الخامس. تكلم الله فظهرت الأسماك في البحار. يقال أنه يوجد 13 ألف نوع مختلف من الأسماك. منها ما يسبح في الماء بهدوء ومنها ما يقفز في الهواء، ومنها ما يستطيع أن يترك الماء ليتسلق الأشجار. أنواع كثيرة وغريبة وملونة بألوان جميلة وأشكالها مختلفة.
وفي الجو ظهرت الطيور التي تطير وتحلق في الجو وريشها جميل الألوان. ما أبدع زقزقة العصافير وهي تسبّح الله لا بكلمات. بل تغرد على أغصان الشجر، والله يسمع تغريدها ويسر به. رأى الله كل الأشياء التي عملها فإذا هي جميلة جداً وكان الله مسروراً بها.
وفي اليوم السادس، خلق الله الحيوانات والوحوش والزحافات. فهو الذي خلق الفيل الكبير والأرنب الصغير. هو الذي خلق الثعبان الهائل وبجانبه البرغوث الضئيل، صنع الله الأسد القوي ومعه الغزال الضعيف... وامتلأت الأرض بالحركة والحياة وسمع فيها زئير الأسود، وصهيل الخيل، وتغريد الطيور. ولكن هل أكل الأسد الغزال؟ أو افترس التمساح السمك الصغير؟ لا. لا. كانت الحيوانات تعيش معاً في سلام. كانت الأرض كأنها في عيد، وكل شيء كان جميلاً، والمحبة تسود الجميع فلا خصام ولا نزاع. ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن.
السؤال: مفرد الخلائق
الإجابة: الخَليقة