أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الجمعة 20.24 C

قطف الزيتون

قطف الزيتون

قطف الزيتون

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

يبدأ موسم قطف الزيتون للعصير في فلسطين اعتباراً من بداية شهر تشرين الأول، ويستمر لمدة طويلة، ولكنها مدة أقصر بكثير من الماضي؛ لتوفر "المفارش"، والأمشاط، ولزيادة عدد المعاصر.

وتقوم وزارة الزراعة في بداية كل موسم بتحديد مواعيد قطف الزيتون للكبيس وللعصير لكل منطقة، وتحديد مواعيد تشغيل المعاصر، حسب كمية المحصول، وموعد الإزهار، والظروف الجوية التي سادت أثناء نمو المحصول، وكمية الأمطار في الموسم السابق.

وبصورة عامة، يحدد منتصف شهر تشرين الأول، موعدًا لبدء القطف في المناطق الساحلية وشبه الساحلية والدافئة؛ وبداية شهر تشرين الثاني في المناطق الجبلية لأصناف: النبالي والسوري؛ أما الصنف النبالي المحسن، فيتم تأخير قطفه إلى نهاية تشرين الثاني.

 إلا أن التزام المزارعين وأصحاب المعاصر بالمواعيد التي تحددها وزارة الزراعة غير كامل؛ حيث يبدأ المزارعون قطف الثمار مبكرًا؛ من أجل الانتهاء منه قبل موسم الأمطار.

هناك بعض المجالس القروية والبلدية التي تقوم بتحديد مواعيد قطف الزيتون في مناطقها، بناء على ما تحدده وزارة الزراعة، وتمارس الرقابة على المزارعين، وتعاقب المخالفين منهم.

يعتبر موسم قطف الزيتون في فلسطين عيدًا يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، حيث تقوم أحيانا وزارة التربية والتعليم والجامعات، بإعطاء الطلاب إجازات خاصة لمشاركة أهاليهم في القطف؛ وذلك من أجل إنهاء موسم القطف بوقت مبكر، وتقليل تكلفة الإنتاج؛ إذ إنه كلما استثمرت أيام عمل غير مدفوعة الأجر في قطف الزيتون، قلّت كلفة الإنتاج.

تختلف عادات الأسرة الفلسطينية أثناء موسم قطف الزيتون في كثير من الأمور، وخاصة فيما يتعلق بتحضير الطعام؛ حيث تعتمد العائلة على الوجبات الخفيفة، والمعلبات؛ لانشغال النساء في القطف، وعدم قدرتهن على إعداد الطعام كباقي أيام السنة.

في موسم قطف الزيتون، تقوم بعض العائلات المالكة لمساحات كبيرة من الزيتون، والعائلات التي لا تملك اليد العاملة الكافية لقطف ثمار الزيتون، بتضمين بساتينهم لمتعهدين أو مزارعين آخرين، للقيام بعملية القطف مقابل نسبة من الإنتاج، وذلك حسب كمية الحمل، وبعد البستان عن الطرق الزراعية والقرية، وعمر الأشجار، ومعدل الأجور، وأسعار الزيت في الأسواق.

الأهمية الاقتصادية لعملية القطف:

إن قطف الثمار عن الأشجار، ثم جمعها من على الأرض، وتعبئتها في أكياس أو أي عبوات أخرى، ونقلها للمعصرة أو مكان التجميع، تحتاج لمجهود كبير، لصغر حجم ثمار الزيتون، بالنسبة لثمار الفواكه الأخرى.

وعلى الرغم من الأبحاث العديدة التي أجريت في موضوع طرق القطف البديلة مثل القطف الميكانيكي، والقطف الهرموني (المواد المنتجة لغاز الإيثيلين)؛ إلا أن القطف اليدوي يبقى الأكثر شيوعًا في مختلف دول العالم المنتجة للزيتون.

وتشكل تكاليف القطف من 35% - 40% من مجمل التكاليف الكلية لدونم الزيتون، كما أنها تشكل 50-70% من مجموع أيام العمل المستثمرة في كافة العمليات الزراعية خلال السنة.

وطريقة القطف لها تأثير كبير على نوعية ثمار الزيتون، كما أن موعد القطف له تأثير كبير جدًا، على نوعية الثمار والزيت الناتج منها؛ فالقطف في الموعد الصحيح، يعطي زيتًا بنوعية أفضل، كذلك فإن الثمار التي تقطف قبل موعد نضجها، أو تكون قد تعرضت للضربات أثناء القطف والجمع والنقل تبقى ذات نوعية سيئة.

موسم القطف:

موعد قطف ثمار الزيتون يكون عادة عند وصول الثمار للحجم الطبيعي، في حالة كونها معدة للكبيس، أو أن نسبة الزيت وصلت إلى أعلى نسبة لها، ويكون نضج الثمار بعد حوالي خمسة إلى ثمانية أشهر (5- 8) من تاريخ الإزهار، حسب: المنطقة، والصنف، والظروف الجوية، وعوامل أخرى عديدة، مثل: التربة، وكمية المحصول، والمعاملات الزراعية من تقليم، وفلاحة، وري، وكذلك عمر الأشجار، والأصل المطعمة عليه الأشجار.

عند بداية النضج تكون نسبة الزيت منخفضة، ثم تبدأ بالزيادة حتى تصل إلى أعلى نسبة خلال بضع أسابيع عند النضج الكامل، وهو عادة ما يكون في أشهر: تشرين الأول، وتشرين الثاني. وعند وصول الثمار لدرجة النضج الكامل، تبقى كمية الزيت في الثمار ثابتة. وإن اختلفت نسبتها بسبب الأمطار أو مياه الري. ويكون موعد القطف للكبيس أو العصر في المناطق الساحلية وشبه الساحلية والغورية مبكراً عن موعد القطف للكبيس والعصر في المناطق الجبلية.

وقطف الزيتون للكبيس الأخضر يكون مبكراً بحوالي 2- 4 أسابيع عن موعد القطف للعصر؛ أما موعد القطف للكبيس الأسود، فقد يتأخر عن موعد القطف للعصر بحوالي الشهر أيضًا.

كذلك يتحدد موعد القطف تبعًا لنوعية الزيت المراد الحصول عليها؛ فالقطف المبكر بعد النضج، يعطي زيتًا بنوعية أفضل من القطف المتأخر.

قطف الزيتون للعصير:

ثمار الزيتون المعدة لإنتاج الزيت يحدد موعد قطفها تبعا لنسبة الزيت التي تحتويها، وليس حسب اللون فقط؛ لذلك يفضل القيام بأخذ عينات ثمار زيتون من المنطقة المراد بدء القطف فيها وفحصها في المختبر، ومن ثم تحديد موعد القطف. وهناك الطريقة البدائية المتبعة لدى المزارعين لفحص الثمار عن طريق الضغط على الثمرة بالأصابع؛ فإذا كانت طرية، واللب ينفصل بسهولة عن النواة، وتتجمع كمية جيدة من الزيت، فهذا دليل على نضج الثمار.

عند وصول الثمار لمرحلة النضج، يمكن قطفها خلال شهر أو شهرين، دون أن تقل كمية الزيت في الثمار، بشرط أن تكون الثمار غير مصابة بذبابة الزيتون، مع العلم أن التأخير الزائد في موعد القطف، يؤثر على نوعية الزيت وطعمه.

فثمار الزيتون التي تقطف فوراً بعد النضج الكامل، تعطي زيتًا أكثر لزوجة وبلون أخضر مصفر ذو رائحة خاصة، ويمكن تخزينه لفترة أطول؛ أما ثمار الزيتون التي تم قطفها بعد النضج الكامل بفترة متأخرة، فإنه يكون من السهل استخراج الزيت منها، كما أن زيتها يكون بلون أصفر، وطعم سلس، وغير حار، ورائحته غير نفاذه، وله قدرة أقل على التخزين؛ أما ثمار الزيتون التي تقطف قبل النضج الكامل، فإن كمية الزيت فيها تكون قليلة، ومن الصعب استخراج الزيت منها في المعصرة؛ وزيتها يكون ذا طعم مر وحار، وبلون أخضر. ويستعمل هذا الزيت أحيانا لخلطه مع الزيت المكرر؛ لإكسابه طعم ورائحة الزيت الجديد؛ ومن هنا يجب عدم قطف ثمار قبل نضجها، أو بعد نضجها بفترة طويلة.

قطف الزيتون للكبيس:

يحدد موعد قطف ثمار الزيتون للكبيس، تبعًا لحجم الثمار ولونها، وبعد أن يتجمع في لب الثمرة حد أدنى معين من الزيت؛ فالثمار المفضلة للكبيس الأخضر، هي ذات اللون الأخضر، الذي يميل قليلا إلى اللون الذهبي ( لون القش).

ويفحص بعض أصحاب مصانع التخليل ثمار الزيتون كيميائيًا، عند بدء القطف، باستعمال محلول الصودا الكاوية (تركيز 1،7%)، وفحص سرعة تغلغل هذه المادة في لب الثمرة ، حيث يجب أن لا تزيد سرعة تغلغل الصودا الكاوية في لب الثمرة وحتى وصولها النواة، عن 4-6 ساعات.

يجب عدم استعمال ثمار زيتون للكبيس لم تصل مرحلة النضج المطلوبة؛ لأن ذلك سيؤثر على جودة الزيتون المكبوس.

بعض دول العالم المنتجة للزيتون حددت معايير معينة لدرجة نضوج الثمار المعدة للكبيس حسب الصنف، فمثلاً: الصنف "منزنيللو"، يجب أن لا تقل نسبة الزيت في ثماره عن 15%، وصنف "مشين" عن 7%، وكذلك لون الثمار؛ حيث تتأثر نسبة الزيت في الثمار بشكل كبير بظروف نمو المحصول.  وفي معظم الحالات يستخدم اللون كعلامة مهمة أكثر في تحديد بداية القطف.

الثمرة الناضجة بدرجة مناسبة للكبيس لا ينفصل لبها عن النواة وتكون صلبة؛ أما الثمار الناضجة بدرجة أكبر، فيكون لبها طريًا، ولا تصلح للكبيس؛ لأن استعمال مثل هذه الثمار، يقلل من نوعية الناتج، ويفسد الثمار بسرعة أثناء التخليل.

الثمار المعدة للكبيس الأسود، تقطف عندما يكون لونها أحمر أو أسود، ونسبة الزيت فيها وصلت إلى الحد الأعلى. وموعد القطف هنا لا يحدد بناء على درجة النضج فقط؛ بل هناك  عوامل أخرى كثيرة تؤثر على موعد القطف، وفيما يلي بعض هذه العوامل:

1- مساحة البستان وعمر الأشجار: فإذا كانت مساحة البستان كبيرة، والأشجار عالية وهرمة، بُدئ بالقطف مبكرًا.

2- طريقة القطف: فإذا كانت طريقة القطف المتبعة يدوية، نبدأ مبكرًا؛ أما إذا كانت طريقة الهز هي المتبعة، فيمكن تأخير القطف.

3- إذا كان هناك احتمال إصابة بذبابة الزيتون، نبدأ بالقطف مبكرًا.

في بلادنا، اعتاد المزارعون على قطف الثمار من الأشجار البعلية، بعد مرور الصليب؛ أي ليس قبل شهر تشرين الأول.

في المناطق الجبلية والعالية، يتأخر القطف عن المناطق الساحلية وشبه الساحلية والمناطق المنخفضة، كما يتم تبكير القطف في الأراضي الخفيفة، عن الأراضي الثقيلة؛ التي يتأخر فيها النضج . ويساعد القطف المبكر الأشجار على إعطاء محصول جيد في السنة التالية؛ لأن تأخير القطف من شأنه استهلاك كمية أكبر من الكربوهيدرات من الأشجار، وتأخير ظهور الأزهار.

طرق القطف:

يجب الحرص على سلامة الثمار من الإصابة بالرضوض؛ من أجل الحصول على نوعية ثمار بجودة عالية، سواء للكبيس أو العصر، وللحصول على زيت فاخر؛ فكل ضربة تتلقاها الثمرة أثناء القطف والنقل تؤدي إلى تشجيع نشاط الإنزيمات التي تفسد محتواها، وإلى حدوث تبقع فيها؛ الأمر الذي يخفض جودتها للكبيس، ويساعد على سرعة فسادها، وزيادة الحموضة فيها.

ويعدّ إبقاء الثمار على الأشجار إلى ما بعد النضج، لقطفها بطريقة الهز، خطأ جسيمًا؛ لأن الزيت الناتج من هذه الثمار يكون بجودة أقل.

تتعدد طرق قطف ثمار الزيتون؛ فهناك طريقة القطف اليدوي التي تعد أفضلها؛ وطريقة القطف بالعصي، التي تعد أسوأها، والتي اختفت تقريباً في أيامنا هذه؛ وطريقة القطف الميكانيكي باستعمال عدة أنواع من الهزازات والأمشاط الآلية واليدوية؛ ثم طريقة القطف الهرموني باستعمال المواد المنتجة لغاز الإثيلين.

القطف اليدوي:

تعتبر هذه الطريقة هي الأفضل من أجل الحصول على ثمار ذات جودة عالية، سواء كان الهدف الكبيس أو العصر؛ فالثمار المقطوفة باليد تعطي زيتًا فاخرًا؛ إلا أن عيوب هذه الطريقة تتمثل في الكلفة العالية، ولكنها تصبح مجدية إذا كانت الأشجار منخفضة أو صغيرة في العمر، وذات نموات خضرية طرية، أو سبق للأشجار أن قلمت تقليمًا جائرًا، أو تقليم تشبيب. وتتم هذه الطريقة من القطف بكلتا اليدين.

تسقط الثمار على مفارش من البلاستيك أو القماش التي توضع تحت الأشجار قبل بداية القطف، كذلك يمكن القطف وتجميع الثمار في أكياس خاصة تحمل على الرقبة، وتفتح عند امتلاءها من أسفل.

أثناء عملية القطف تتساقط نسبة من الأوراق مع الثمار، وهي الأوراق الكبيرة في العمر أو المريضة والمصابة بمرض عين الطاووس، وهنا يجب فصل هذه الأوراق عن الثمار قبل إرسالها للمعصرة أو الكبيس. وتتم عملية فصل الأوراق عن الثمار، إما عن طريق غربلتها بغربال خاص، أو بتسليط تيار هوائي عليها.

في المعاصر الحديثة يتم فصل الأوراق عن الثمار أثناء الغسيل وبعده وقبل جرشها، وتوجد في هذه المعاصر مراوح تقوم بشفط الأوراق وإلقائها للخارج قبل عملية الغسل.

قبل البدء بقطف الثمار عن الأشجار، وقبل وضع المفارش تحت الأشجار؛ يتم جمع الثمار التي كانت قد سقطت على الأرض، وتعبئتها لوحدها؛ لأن مثل هذه الثمار تعطي زيتًا سيئ النوعية، وهو ما يسمى بـ"زيت الجول"؛ لذلك يجب عدم عصرها مع الثمار السليمة، بل تعصر لوحدها.

ويمكن أن تتم عملية القطف اليدوي باستعمال أمشاط يدوية، وهذه الطريقة تناسب الأشجار ذات النموات الخضرية الطويلة والمستقيمة، أكثر من النموات ذوات العقد.

هذا ويسهل القطف باليد كلما زاد نضج الثمار؛ حيث تضعف قوة اتصال الثمرة بالفرع. كما أن القطف بعد سقوط الأمطار يكون أسهل وأسرع.

تختلف سهولة القطف اليدوي باختلاف الأصناف؛ فالنبالي أسهل من السوري، وهذين الصنفين أسهل من المليصي، أو ما يسمى لدى المزارعين بالصري.

ولقطف الزيتون في فلسطين تقاليد يتبعها المزارعون، فيتم توزيع أدوار العمل بين النساء والرجال؛ فيقوم الرجال بقطف الثمار العالية بواسطة السلالم؛ في حين تجمع النساء الثمار من على الأرض، وتقطف ثمار الأفرع المنخفضة.

القطف الآلي أو الميكانيكي:

وتستخدم في هذه الطريقة أنواع متعددة من الهزازات تقوم بعملية هز للساق الرئيسي، أو الأفرع الكبيرة، أو الأغصان التي تحمل الثمار، أو للثمار نفسها، وفي الحالة الأخيرة تصاب الثمار بكدمات تؤثر على نوعيتها، سواء كانت معدة للكبيس أو للعصير؛ فيجب في هذه الحالة الإسراع في عصر الثمار.

تمتاز طريقة القطف الآلي بالسرعة في إنجاز العمل، بشكل يخضع لنوع الآلة المستخدمة، ما يخفض تكلفة عملية القطاف تبعًا لسرعتها.

وتبقى تكلفة هذه الطريقة أقل من تكلفة القطف اليدوي، مهما كانت نوعية الآلة المستخدمة.

أما عيوب هذه الطريقة فهي:

• أنها لا تناسب كل المواقع وكل الأشجار؛ إذ يجب تربية الأشجار تربية خاصة تناسب القطف الآلي.

• أن درجة نضج الثمار تؤثر بشكل كبير على نجاح عملية الهز؛ فكلما كانت الثمار أكثر نضجًا، تكون نتيجة الهز أفضل وأسرع؛ بسبب ضعف قوة اتصال الثمار بالفرع.

• هناك بعض الهزازات الكبيرة التي قد تؤثر على المجموع الجذري بقوة الهز، خاصة التي تمسك بالساق الرئيسي أو الأفرع الرئيسية، وأحيانا تتعرض بعض الفروع الهرمة للكسر نتيجة الهز.

وقد استخدمت معظم أنواع الهزازات والأمشاط الآلية في فلسطين؛ إلا أن غلاء أسعار هذه المعدات، ووعورة المناطق المزروعة بالزيتون، قد حالا دون التوسع باستخدامها.

القطف الهرموني أو الكيماوي:

تستعمل في هذه الطريقة مواد كيماوية، مثل: "مادة السول ، إثريل ، أوليطال" التي تنتج عند رش محلولها على الأشجار، غاز الإثيلين، الذي يقوم بإضعاف قوة اتصال الثمرة بالفرع، من خلال تشجيع تكوين طبقة فاصلة بين الثمرة والفرع المحمولة عليه عند منطقة العنق.

والتركيز المستخدم من هذه المواد يتعلق بالمدة بين الرش والقطف؛ فكلما كان التركيز أعلى، تكون المدة أقل، والعكس صحيح.

ويجب في هذه الطريقة وصول محلول الرش لكل ثمرة؛ لأن الثمرة التي لا يصلها المحلول لا تسقط، حيث تستقر نقطة من محلول الرش عند التجويف الموجود في عنق الثمرة، وهناك تبدأ المادة بالتبخر وإنتاج غاز الإثلين، الذي يشجع ويسرع عملية النضج وانفصال الثمرة عن الأم.

وتستغرق المدة اللازمة للانتظار بعد الرش لبدء القطف، حوالي 5-6 أيام. ويمكن استخدام تركيزات أقل أو أكثر؛ بهدف وضع برنامج للقطف، حسب حجم العمالة المتوفرة، وعدد الأشجار التي يمكن قطفها في اليوم؛ لأن الشجرة المرشوشة بالهرمون، إذا لم يتم قطفها في الموعد المحدد، تسقط ثمارها على الأرض؛ وهنا تصبح العملية أصعب في جمع الثمار، إذا لم يكن هناك مفارش موضوعة تحت الأشجار.

نتيجة الرش بالهرمون تتساقط كمية من الأوراق الكبيرة في العمر والمريضة، مع الثمار بنسب مختلفة، حسب تركيز الهرمون المستعمل، وقد تصل لحوالي 20-30%. وهذه النسبة هي نفسها التي تسقط في القطف اليدوي والآلي، إلا أنه في القطف الهرموني، تسقط الأوراق مرة واحدة؛ بينما تسقط الأوراق في الطرق الأخرى، على مراحل. وقد تبين أن هذه النسبة العالية من الأوراق المتساقطة لا تسبب الضرر للأشجار، ولا تؤثر على الإنتاج، وأن هذه المادة لا تؤثر على نوعية الزيت.

وتستخدم هذه الطريقة بشكل أوسع في الأصناف المعدة لإنتاج الزيت، ويتطلب استعمالها في الأصناف المعدة للكبيس الأخضر انتباهًا أكثر من حيث التركيز المستعمل؛ إذ إن الثمار المقطوفة بهذه الطريقة تتعرض للذبول الخفيف؛ ما يخفض من جودتها للكبيس.

تمتاز هذه الطريقة بالسرعة في إنجاز العمل؛ إذ يكفي هز الأفرع الكبيرة باليد لإسقاط الثمار. وتستغرق فيها عملية قطف الشجرة الواحدة حوالي عشر دقائق.

عيوب طريقة القطف الهرموني أو الكيماوي:

• تكلفتها تعادل تكلفة القطف اليدوي؛ بسبب غلاء المواد المستعملة.

• حاجتها للآلات الزراعية المستخدمة في الرش.

• صعوبة وصول الآلات لبساتين الزيتون في المناطق الوعرة الجبلية.

• استخدام هذه الطريقة من القطف يتطلب معرفة الأحوال الجوية للخمسة أو الستة أيام التالية للرش؛ حيث إن هطول أمطار أو هبوب رياح شديدة في اليوم المحدد للقطف، يعني سقوط الثمار على الأرض.

• اختلاف استجابة الأصناف المتعددة للرش بالهرمون؛ فمن خلال التجارب التي أجريت في الضفة الغربية على مدى أكثر من عشرة سنوات، تبين أن الصنف "نبالي بلدي"، كان أفضل استجابة من الصنفان: "سوري"، و"مليسي".

• اختلاف استجابة الثمار،حسب درجة النضج؛ فقد وجد أن رش الثمار ذات اللون الأخضر المصفر أعطى أفضل النتائج؛ إذ وصلت نسبة الثمار التي سقطت بفعل الرش بالهرمون 90-95%، باستخدام مادة "السول" ومادة "أوليطال"؛ أما مادة "إثريل"، فقد أعطت نتائج غير مرضية (70-80%).

• وجد أن الأشجار التي تم رشها بالهرمون قد بدأت بالتوريق بشكل أبكر من الأشجار التي لم يتم رشها؛ بسبب تساقط الأوراق بنسبة كبيرة أثناء القطف.

وقد تم استعمال هذه الطريقة في فلسطين في عدة مناطق من الضفة الغربية، في سنوات السبعينات والثمانينات، وأعطت نتائج جيدة جدًا؛ إلا أن عدم توفر موادها في الأسواق، وغلاءها قد حدا من التوسع في استعمالها.

القطف باستعمال العصي:

وهذه هي أسوأ طريقة لقطف الزيتون. وتقوم على ضرب (جدّ) أشجار الزيتون، باستخدام أنواع من العصي الطويلة والرفيعة.

عيوب طريقة القطف باستعمال العصي:

• تسبب الأضرار الجسيمة للأشجار نتيجة تكسير الأفرع الصغيرة التي ستحمل المحصول في السنة القادمة.

• سقوط نسبة عالية من الأوراق الصغيرة.

وقد توقف إتباع هذا الأسلوب من القطف في هذه الأيام؛ بسبب وعي المزارع؛ إلا أننا نجد بعض العمال المستأجرين للقطف يتبعونها دون علم صاحب البستان؛ بهدف تسريع العمل.

كفاءة العمل أثناء القطف:

كمية الثمار التي يمكن لعامل واحد أن يقطفها خلال يوم عمل واحد، تتعلق بحجم الأشجار، وكمية المحصول على الشجرة، وخبرة الشخص، وطريقة القطف المتبعة.

يقدر متوسط كمية الثمار التي يجنيها العامل في اليوم الواحد، في البساتين البعلية، من 50-60 كغم في الأشجار الكبيرة. وقد يصل هذا الرقم إلى حوالي 100كغم في السنوات جيدة الحمل؛ أما في السنوات قليلة الإنتاج، فينخفض الرقم بشكل كبير، وفي البساتين المروية، يبلغ معدل إنتاج الدونم 1-2 طن. ويرتفع فيها إنتاج العامل في اليوم الواحد ليصل إلى 150كغم من الثمار.

ويوم العمل في قطف الزيتون يصل لحوالي 8-10ساعات، حسب بعد البستان عن القرية، وتوفر الطرق زراعية والمركبات.

ويمكن زيادة كفاءة إنتاج العامل في القطف، بواسطة تخفيض ارتفاع الأشجار، بالتقليم الجيد، وبتربية أفرع منخفضة.

نقل الثمار من البستان إلى المعصرة:

إن أفضل طريقة لنقل الثمار بعد قطفها وجمعها هي باستخدام الصناديق البلاستيكية، أو الخشبية المصنوعة خصيصا للزيتون، والتي تكون مهواة من جميع الجوانب، بوجود فتحات صغيرة لا تخرج منها الثمار؛ إلا أن صعوبة استخدام هذه الصناديق بسبب وعدم توفرها أحياناً، وكذلك لاعتماد الحيوانات كوسيلة نقل رئيسية؛ نجد أن الأكياس هي العبوات المستخدمة لنقل الثمار.

ويجب تجنب استخدام الأكياس البلاستيكية، واستعمال أكياس الخيش النظيفة، وعدم إبقاء الثمار لفترة طويلة داخل الأكياس؛ إذ يفضل تفريغ الأكياس من الثمار عند وصولها للمعصرة، في أحواض خاصة، وبطبقة ليست سميكة؛ لأن بقاء الثمار في الأكياس من شأنه أن يرفع درجة حرارتها، ويساعد على فسادها؛ ما يزيد من حموضة الزيت؛ فكلما كانت المدة التي تبقى فيها الثمار في الأكياس أقصر يكون ذلك أفضل للحفاظ على نوعية الزيت.

الفرق بين القطف المبكر والقطف المتأخر:

القطف المبكر:

1- في القطف اليدوي والميكانيكي يتم قطف كمية أقل.

2- في القطف الهرموني يتم قطف كمية أكبر.

3- تحتوي الثمار على كمية زيت أقل.

4- تحتوي الثمار على نسبة حموضة أقل.

5- زيت بلون أصفر مخضر.

6- إمكانية تخزين الزيت لوقت أطول.

7- قدرة تحمل الثمار مدة أطول قبل العصر.

8- طعم زيت حار.

9- انخفاض نسبة حمضي البالمتيك والإستياريك.

10- تأثير أقل على محصول السنة القادمة.

القطف المتأخر:

1- سرعة أعلى في القطف اليدوي، والميكانيكي.

2- في القطف الهرموني، يتم قطف كمية أقل.

3- كمية زيت أعلى.

4- ارتفاع نسبة الحموضة.

5- زيت أصفر صاف.

6- مدة صلاحية الزيت أقل.

7- طعم الزيت أسلس.

8- قدرة تحمل تخزين أقل للثمار قبل العصر.

9- ارتفاع نسبة حمضي البالمتيك والإستياريك.

10- تأثير أعلى على محصول السنة القادمة.

اقرأ أيضا