من هو سمير جعجع
سياسي لبناني وقائد سابق لمليشيا القوات اللبنانية، ظهر اسمه أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
تعرض للسجن ثم أفرج عنه بعد خروج الجيش السوري من لبنان، ليتزعم حزب الكتائب أحد أبرز التيارات المؤلفة لفريق 14 آذار، وترشح عام 2014 لرئاسة لبنان.
المولد والنشأة
ولد سمير جعجع يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في عين الرمانة ببيروت لأسرة مارونية متوسطة الحال تعود أصولها إلى بشري بشمال لبنان.
الدراسة والتكوين
التحق بالجامعة الأميركية في بيروت حيث درس الطب، ثم قطع دراسته بعد بدء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975. والتحق بعد ذلك بجامعة القديس يوسف، لكنه ما لبث أن ترك الدراسة مجددا بعد إصابته في يده إصابة بليغة عام 1978.
التجربة السياسية
ترك جعجع الجامعة عام 1975 ملتحقا بمليشيا حزب الكتائب التي شكلت فيما بعد نواة حزب "القوات اللبنانية". وفي 1976 كان حزب الكتائب حليفا لسوريا ثم ما لبث أن انقطع التحالف بينهما عندما وقفت سوريا إلى جانب الفلسطينيين، ودخل الحزب في حرب مع سوريا سنة 1977.
وقد انقسم المسيحيون الموارنة، فصار الرئيس السابق سليمان فرنجية ضد القوات اللبنانية مما أدى إلى مواجهات بين مليشيا المردة التابعة لفرنجية ومليشيا الكتائب التابعة لبشير الجميل، وجعجع إلى جانب بشير.
كلف جعجع وإيلي حبيقة -بعد مقتل عضو الكتائب جود البائع- بالانتقام من المردة، وفي هذا السياق قتل طوني فرنجية نجل الرئيس سليمان فرنجية، ورغم غموض ملابسات اغتياله فقد ظل جعجع متهما بالضلوع في الأمر.
بعد مصرع رئيس حزب الكتائب بشير الجميل يوم 14 سبتمبر/أيلول 1982، تولى فادي فريم رئاسة الحزب ثم فؤاد أبي نادر فإيلي حبيقة في مارس/آذار 1985.
قاد جعجع يوم 13 مارس/آذار 1985 مع إيلي حبيقة تمردا عسكريا على قيادة حزب الكتائب، ثم سرعان ما اختلفا في 9 مايو/أيار 1985 إثر الاتفاق الثلاثي بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حركة أمل نبيه بري وحبيقه على فتح الحوار مع دمشق. وبدأ جعجع منذ ذلك التاريخ يقيم علاقات مع أميركا وحكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وفي عام 1989 أعلن جعجع قبوله باتفاقية الطائف، وعيّن وزيرا في حكومة رئيس الوزراء عمر كرامي في 24 ديسمبر/كانون الثاني 1990 إلى أن استقال وعين بدلا عنه روجيه ديب.
اعتقل في أبريل/نيسان 1994 بعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في كسروان ومصرع عشرة أشخاص، وفي هذه المدة تمّ حل حزب الكتائب، كما اتهم أثناء المحاكمة بالضلوع في اغتيال رئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون وعائلته، واغتيال رئيس الوزراء السابق رشيد كرامي.
وبعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري واندلاع ما سمي بثورة الأرز وانسحاب الجيش السوري من لبنان، صوت البرلمان اللبناني يوم 18 يوليو/تموز 2005 على إطلاق سراحه، ونفذ القرار في الـ26 من الشهر نفسه.
عُرف جعجع بنقده اللاذع للوجود السوري في لبنان، وأسس مع وليد جنبلاط وسعد الحريري تحالف 14 آذار، وهو من أكبر الداعين لتجريد حزب الله من سلاحه، ويصف الحزب بأنه دولة داخل دولة.
رشح نفسه عام 2014 لرئاسة لبنان خلفا لميشال سليمان الذي انتهت ولايته في شهر مايو/أيار في السنة نفسها، وأكد في الخطوط العريضة لبرنامجه أنه يسعى لاستعادة قرار الدولة عبر تطبيق الدستور والسهر على تنفيذ القانون على الجميع.
كما شدد على ضرورة التمسك باتفاق الطائف لحفظ أمن لبنان واستقراره وتوازنه الطائفي.
وحرص جعجع في برنامجه الانتخابي العام على التوضيح بأن الدولة ملزمة بالدفاع عن البلاد عبر التشبث بـ "مبدأ حصرية السلاح"، في إشارة إلى ضرورة نزع سلاح حزب الله.