تحديد اتجاه القِبلة
كيفيّة معرفة اتجاه القِبلة
تتنوع العلامات، والدلائل المحددة لاتجاه القبلة، ومن هذه العلامات؛ الشمس، والقمر، والنجوم، والرياح، وتعد الرياح أضعف هذه الوسائل في تحديد القبلة؛ وذلك لكثرة اختلاف اتجاهها، كما يعتبر القطب -وهو نجم صغير ينضوي تحت مجموعة بنات النعش الصغرى بين مجوعة الفرقدين والجدي- أقوى العلامات الدالّة على اتجاه القبلة، ولكل واحدة من دلائل القبلة طريقة خاصّة في تحديد اتّجاه القبلة منها، وبيان ذلك فيما سيأتي في المقال.
تحديد اتجاه القِبلة بالشمس والقمر
يستطيع المصلي معرفة اتجاه القبلة عن طريق تتبع الشمس، والقمر، ومطلع كل منهما، ومغربه؛ فالشمس تخرج في أوّل النهار من جهة المشرق، وتستمر بالمسير حتى تغيب من جهة المغرب، وتتابين مطالع الشمس، ومغاربها حسب تباين المنازل التي تكون فيها؛ ففي فصل الشتاء تكون الشمس عند توسطها في قبلة المصلي الذي يصلي في الشام، أمّا في فصل الصيف فإنّ الشمس تكون محاذية للقبلة، وأمّا القمر فإنّه يكون على شكل هلال في جهة الغرب، وذلك في بداية كلّ شهر قمري، فيكون الهلال عن يمين المصلي الذي يصلي بالشام، ثم يسير القمر باتّجاه المشرق، ويستقر في الليلة السابعة عند وقت الغروب في قبلة المصلي الذي يصلي بالشام، وحتّى الذي يكون مائلاً عنها قليلاً، ثم يصير القمر في ليلة الرابع عشر بدراً تامّاً من جهة المشرق، وذلك قبل غروب الشمس، ويكون القمر في صوب قبلة المصلي بالشام في ليلة الحادي والعشرين عند وقت صلاة الفجر، ويظهر القمر في ليلة الثامن والعشرين على شكل هلال عند الفجر من جهة المشرق، ويرتبط اختلاف مطالع القمر باختلاف منازله.
تحديد اتّجاه القبلة بالنجوم
جعل الله -تعالى- النجوم هداية للناس، حيث قال الله -تعالى- في سورة النحل: (وَبِالنَّجمِ هُم يَهتَدونَ)، فيستدل بها المصلي على اتّجاه القبلة، وهي من أصح الطرق في الدلالة على القبلة، ويُعد القطب الشمالي أقوى النجوم دلالة على القبلة؛ وذلك لثبوته في مكانه، وسهولة معرفته لأيّ أحد من الناس، والقطب الشمالي يراه قوي النظر عند اختفاء القمر وعدم ظهوره في الجهة الشماليّة من السماء ويوجد حوله مجموعة نجوم كشكل الدائرة، ويختفي القطب الشمالي عند اشتداد نور القمر، والباحث عن القبلة يجعل القطب الشمالي وراء ظهره ويستقبل وسط السماء فتكون تلك قبلته، وذلك في جميع البلدان التي لا تنحرف قبلتها، وإذا كان البلد الذي يسكنه الراصد منحرفاً عن خط القبلة مع القطب الشمالي إلى جهة المغرب فإنه ينحرف باتّجاه المشرق بقدر انحراف بلده عن خط القبلة مع القطب الشمالي؛ كالذي يعيش في بلاد الشام، وإذا كان بلد الراصد منحرفاً عن خط القبلة مع القطب الشمالي إلى جهة المشرق فإنه ينحرف إلى اتجاه المغرب بقدر انحراف بلده عن خط القبلة مع القطب الشمالي.
والمصلي من أهل الشام وما يحاذيها يستقبل القبلة بجعل القطب الشمالي خلف أُذنه اليسرى، بأن يجعل القطب بينها وبين نقرة القفا*، ويجعل أهل العراق، ومن يماثلهم القطب الشمالي خلف الأُذن اليمنى، بحيث يقع بينها وبين نقرة القفا عند استقبال القبلة لأداء الصلاة، أمّا أهل مصر ومن يشاكلهم فيكون استقبالهم للقبلة بجعل القطب الشمالي على العاتق الأيسر، ويجعل المصلي من أهل اليمن القطب الشمالي أمام جانبه الأيسر حتى يكون مستقبلاً للقبلة وهكذا.
تحديد اتّجاه القبلة بالرياح
تُعدّ الرياح من الوسائل القديمة التي كان يُستدلّ بها على اتّجاه القبلة؛ فأهل العراق يكون مهبّ رياح الجنوب عندهم بين القبلة والمشرق، وأمّا رياح الشمال فإنّها تهب في اتّجاهٍ مقابلٍ لاتّجاه رياح الجنوب، وأمّا رياح الصبا*؛ فإنّها تهب بين المشرق والقبلة؛ ولذلك تسمى أيضاً بالقبول، لأنّ باب الكعبة المشرّفة يكون في مقابلها، ورياح الدبور*؛ فإنّ اتجاه هبوبها يكون بين المغرب والقبلة، أمّا في بلاد الشام فإنّ رياح الجنوب تهب عندهم من اتّجاه القبلة، ورياح الشمال يكون مهبها من خلف المصلّي بعكس اتّجاه القبلة، وأمّا رياح الصبا فإن اتّجاه هبوبها يقع على يسار قبلة المصلي من أهل الشام، ورياح الدبور يكون هبوبها من يمين قبلة المصلي من أهل الشام، في اتّجاه مقابل لرياح الصبا، وقد بيّن أبو المعالي أنّ الاستدلال بالرياح ضعيف.
تحديد اتّجاه القبلة بالأنهار والجبال
تعتبر الأنهار الكبيرة من الوسائل المعينة على تحديد اتجاه القبلة، وذلك في غالب الأنهار؛ لأنّ أصل جريانها يكون من اتّجاه مهب الرياح الشماليّة، وتسير بالنسبة للمصلي إلى القبلة من جهة اليمين إلى اليسار مع انحراف قليل في اتجاهها، وخالف في ذلك نهران، وهما نهر المقلوب في بلاد خراسان، ونهر العاصي في بلاد الشام، فإنّ اتجاه سيرهما بعكس اتجاه سير باقي الأنهار الكبيرة، ويمكن أن يستدلّ المصلي أيضاً بالجبال على قبلته؛ فإنّ لجميع الجبال وجهاً أو جانباً متوجّهاً باتجاه القبلة، ويكون معروفاً لدى أهل المنطقة، ولمن مرَّ به من المسافرين.
تحديد اتّجاه القبلة فلكيّاً
يمكن للمصلي أن يُحدّد اتّجاه القبلة فلكياً عن طريق مراقبة حركة الشمس، وتحديد الاتّجاه الشمالي الجنوبي للكرة الأرضيّة مع معرفة موقع الكعبة بالنسبة لهذا الاتّجاه في مكان القياس وتحديد القبلة، ويمكن معرفة اتّجاه الشمال الجغرافي باتّباع طريقتين، وبيانهما فيما يأتي رصد شروق الشمس وغروبها: يستطيع المصلي استخدام هذه الطريقة في تحديد اتّجاه القبلة إذا كان في أرض مستوية التضاريس، ومفتوحة لا تحجب قرص الشمس، وذلك باستخدام ثلاثة أعمدة متجانسة، ومتماثلة في الطول؛ لتكون أوتاد تغرس في الأرض، فيغرس الوتد الأول بالأرض في مكان إجراء الرصد عند بداية خروج قرص الشمس من جهة المشرق، ثم يُغرس الوتد الثاني على مسافة عشرة أمتار من الوتد الأول، ويكون اتجاهه إلى منتصف قرص الشمس، ثم يبقى الراصد منتظراً لغروب الشمس، ويغرس الوتد الثالث على مسافة عشرة أمتار من الوتد الأول باتّجاه منتصف قرص الشمس، وذلك عند ملامسة قرص الشمس لخطّ الأفق من جهة الغرب، ثم يرسم خطاً مستقيماً بين الوتد الثاني والثالث؛ ليحدد الاتجاه الشرقي الغربيّ للكرة الأرضية، ثم يرسم خطاً من الوتد الأول إلى منتصف الخط الأول الذي رسمه بين الوتدين الثاني والثالث؛ فيكون قد حدد الاتّجاه الشمالي الجنوبي للكرة الأرضية.
قياس قوس الظل لشاخص معين: تعد هذه الطريقة أسهل من الطريقة الأولى؛ لإمكانية إجرائها في أيّ مكان، ولا تحتاج إلى أن تكون الأرض مستوية مفتوحة، كما أنها لا تتطلب الكثير من الوقت لإجرائها، ويكون وقت الظهيرة هو الوقت المناسب لتطبيقها، قبل الزوال وبعده، وللقيام بها يحتاج الراصد إلى ورقة بيضاء كبيرة الحجم تثبّت على لوح خشبي مستوي السطح مطابق لأبعاد الورقة، ثم يُثبت اللوح الخشبي على الأرض بصورة مستوية لا ميلان فيها، ثم يغرس الراصد وتداً مخروطيّ الشكل يتراوح طوله بين عشرة سنتمترات إلى خمسة عشر سنتمتر حسب حجم الورقة، وبصورة عامودية في منتصف الورقة البيضاء، وله أن يضعها في أي مكانٍ من الورقة يصل إليه ظل الشمس، ثم يرسم الراصد قوساً دائري الشكل من مركز تثبيت الوتد إلى أقلّ درجة من ظل الوتد على الورقة البيضاء وذلك قبل وقت الظهيرة بثلاثين أو أربعين دقيقة.
وبعد ذلك تُرسم نقطة عند تقاطع ظل الوتد مع القوس الذي رُسم في البداية وتكون هذه نقطة التقاطع الأولى، ثم ينتظر الراصد تقلّص ظلّ الوتد ليبلغ طوله أقصر ما يمكن عند الزوال، ثم يُعاود ظل الوتد الامتداد حتى يبلغ نقطة التقاطع الثانية من الجهة الأخرى للوتد الذي رُسم سابقاً، فينتج لدى الراصد نقطتين هما تقاطع ظل الوتد مع القوس المرسوم على الورقة، وبرسم خط بين النقطتين يحصل الراصد على الاتجاه الشرقي- الغربي للكرة الأرضية، وبرسم خط عامودي على الخط الواصل بين النقطتين يحصل الراصد على الاتجاه الشمالي الجنوبي للكرة الأرضية، ويحصل بذلك على الخط الحقيقي لاتّجاه الشمال الجغرافي
تحديد اتّجاه القبلة بالطرق الحديثة يستطيع المصلي أن يُحدد اتجاه القبلة عن طريق استخدام بعض التطبيقات الذكيّة المتوفّرة في أجهزة الاتّصال الذكية، وهذه التطبيقات تمكّن مستخدميها من معرفة اتّجاه القبلة بصورة سهلة وسريعة، وتتيح بعض هذه التطبيقات للمستخدم إمكانية معرفة اتّجاه القبلة عن طريق أربع علامات، وهي كما يأتي بروز صورة الكعبة المشرفة بشكل كامل على واجهة التطبيق. توافق الرقمين الظاهرين في أسفل شاشة التطبيق. رؤية سهم أخضر اللون فوق الرقمين السابقين. صدور صوت على شكل التكبير عند محاذاة جهاز الاتصال لاتجاه القبلة، إذا كان جهاز الاتصال بصورة مقابلة لوجه المستخدم، مماثلة لتصفحه أحد الكتب.
المحاريب القديمة وخبر الثقة اتّفق جمهور العلماء من حنفية، ومالكية، وشافعية، وحنابلة على جواز الاستدلال على القبلة باستخدام محاريب المسلمين التي توضع في صدر المسجد ومقدمته؛ وذلك لعدّة أسباب، وهذه الأسباب فيما يأتي: وضع المحاريب في المساجد يكون من قبل أهل الاختصاص والمعرفة باتّجاه القبلة؛ فيكون ذلك بدرجة الإخبار عن القبلة أو أولى من الإخبار؛ وذلك لأنّ اتفاق المسلمين على اتّجاهها، وبقاءها عليه يجزم بصحّة دلالتها على القبلة. اتفاق العلماء على دلالة المحاريب على القبلة مع اختلاف الأماكن والأزمان، وعدم وجود معترض على ذلك، هو دليلُ إجماعٍ عليها، فلا يجوز لأحد مخالفتها باجتهاده. الغالب أنّ المحاريب لا تبنى إلّا بعد التيقّن من اتجاهها نحو القبلة. دخول المحاريب في المصالح المرسلة؛ وذلك لضعف الاجتهاد لدى أكثر الناس بطرق معرفة القبلة، ولقلّة العارفين بأدلّة القبلة الفلكيّة، والمحاريب تساهم في تحقيق المقصود الشرعي في استقبال القبلة.
وإحدى الطرق الصحيحة لمعرفة اتجاه القبلة هي سؤال أهل الخبرة الموثوق بقولهم؛ فقد ذهب فقهاء المذاهب الأربعة إلى عدم جواز عمل المصلي باجتهاده في تحديد القبلة إذا أخبره شخص تقبل روايته، وتُصدّق، واشترط الأئمة الأربعة للعمل بخبر الثقة أن لا توجد طريقة أقوى منه في تحديد القبلة؛ كالمحاريب التي في المساجد، وينبغي للمسلم أن يسأل أهل الثقة عن اتّجاه القبلة قبل أن يعمل باجتهاده في تحديد القبلة؛ وذلك لما رواه البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى إلى بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ يُعْجِبُهُ أنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وأنَّهُ صَلَّى، أوْ صَلَّاهَا، صَلَاةَ العَصْرِ وصَلَّى معهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كانَ صَلَّى معهُ فَمَرَّ علَى أهْلِ المَسْجِدِ وهُمْ رَاكِعُونَ، قالَ: أشْهَدُ باللَّهِ، لقَدْ صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كما هُمْ قِبَلَ البَيْتِ)؛فقد قبل أهل المسجد قول الرجل وحده، ويقول الإمام ابن القيم: إنّ تحديد جهة القبلة يكفي فيه خبر ثقة واحد، ولا يُشترط في تحديدها عدد معين.
تاريخ تشريع القبلة
كان بيت المقدس هو القبلة الأولى التي يُصلي إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في بداية الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة، واستمر النبي- صلى الله عليه وسلم- يصلّي إلى بيت المقدس بعد هجرته إلى المدينة المنورة؛ ترغيباً لسكّان المدينة من اليهود للدخول في الإسلام لأنّ بيت المقدس كان وجهتهم، ولكن يهود المدينة اتخذوا من ذلك سبباً للنيل من رسول الله- صلى الله عليه وسلم، وعابوا عليه أن يتّبع قبلتهم مع مخالفته لدينهم، فآذى كلامهم النبي- صلى الله عليه وسلم، وقد كان- عليه الصلاة والسلام- يسأل الله -تعالى-، ويُلح عليه بالدعاء أن تكون الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين، وذلك لأنها قبلة نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وقد كان يحبّها النبي محمد -عليه السلام-، ولأنها محط اهتمام العرب، ومصدر فخرهم من قديم، ومكث النبي- صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً يستقبل بيت المقدس في صلاته، ثم جاء الأمر من الله -تعالى- بالتوجّه إلى الكعبة المشرفة، وجعلها قبلة للمسلمين؛ استجابةً لدعاء النبي -عليه السلام-، وتحقيقاً لما كان يتمناه.
ويقول الله -تعالى- مبيّناً الأمر بتحويل القبلة: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)،وقد وقع اختلاف في تحديد الشهر الذي حصل فيه تحويل القبلة فمن ذاهب إلى أنه كان في منتصف شهر رجب وممن قال بذلك زيد بن أسلم وقتادة ورواية عن محمد بن إسحق، وذكر ابن كثير إنّ التحويل كان في نصف شعبان ونقله عن ابن مسعود وابن عباس وجمع من الصحابة وهو قول جماهير العلماء، وأول صلاة صلاها النبي -عليه السلام- إلى الكعبة المشرفة، صلاة الظهر، وفي رواية البخاري هي صلاة العصر، وقد وردت رواية تبيّن أنّ النبي -عليه السلام- دخل عليه وقت الظهر وهو خارج المدينة في زيارة لأمّ بشر بن البراء بن معرور، فصلى النبي -عليه السلام- ومن معه من الصحابة، وبلغ الركعة الثانية من صلاة الظهر فنزل عليه جبريل -عليه السلام- يأمره بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة؛ فاستدار النبي -صلى الله عليه وسلم- هو في صلاته نحوها، واستدار معه الصحابة -رضي الله عنهم-.
ولمّا عاد النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة صلى العصر مستقبلاً الكعبة، وجمع ابن حجر بين الروايتين بأن أول صلاة صلاها النبي على الإطلاق بعد تحويل القبلة كانت الظهر وصلاها في بني سليم، وأول صلاة صلاها في المسجد النبوي كانت صلاة العصر. ثم انطلق رجل ممن صلّى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة العصر إلى بني حارثة فوجدهم يصلّون إلى بيت المقدس؛ فأنبأهم بنزول الأمر بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، فاستداروا وهم في صلاتهم، ثم وصل خبر تحويل القبلة إلى أهل قباء وهم في صلاة الفجر متوجّهين نحو بيت المقدس؛ فتوجّهوا في صلاتهم نحو الكعبة المشرّفة.