أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الاثنين 20.24 C

اسباب الإنقلاب في السودان

اسباب الإنقلاب في السودان

اسباب الإنقلاب في السودان

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

اسباب الإنقلاب في السودان يتسم التاريخ السوداني الحديث بكثرة الانقلابات العسكرية إلى حد لافت يكاد يصنف السودان على قمة الدول العربية المنتجة لها، كما يسجل مكانة متقدمة أيضاً بأفريقيا في هذا المضمار. وقد سجلت الفترة الانتقالية الأخيرة بالسودان، الذي يسجل عمرها عامين أكثر من محاولة انقلابية، أعلن عن بعضها ولم يعلن عن الآخر.

 

هذا التاريخ الطويل من الانقلابات العسكرية جعل المحاولة الأخيرة والمنسوبة إلى سلاح المدرعات بقيادة اللواء عبد الباقي بكراوي، متوقعة إلى حد كبير من جانب الشارع السياسي السوداني الذي مارس جدلاً ساخناً حولها على منصات التواصل الاجتماعي منذ بداية سبتمبر  الماضي.

اسباب الانقلاب في السودان:

  • ضرورة أن يحدث تغيير في موقع رئاسة المجلس الانتقالي الحاكم مع مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، طبقاً للوثيقة الدستورية التي تم توقيعها في أغسطس (آب) 2019 بين قيادات الثورة السودانية أي تحالف الحرية والتغيير ونواته التي كانت صلبة تجمع المهنيين، والمجلس العسكري السوداني، الذي تولى مهام خلع البشير إجرائياً، إذ نصت الوثيقة أن تتحول سلطة رئاسة المجلس الانتقالي من المكون العسكري أي الفريق عبد الفتاح البرهان إلى أحد رموز المكون المدني الذي يمكن أن يكون رئيس الوزراء.

هذا التطور المطلوب حالياً يعني أن تكون اليد العليا في صناعة القرار السياسي للمدنيين، وأن يتراجع نفوذ العسكريين، وهو ما يبدو أنه محل مقاومة كبيرة من جانب الأخيرين حالياً، على الرغم من تأكيدات الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي بفساد هذه المقولات عقب الإعلان عن فشل الانقلاب الأخير، مشيراً إلى ضرورة تخلي القوى السياسية عن اتهام العسكريين بالمسؤولية عن تعويق الفترة الانتقالية أو محاولة منع التطور الديمقراطي.

  • تطورات المشهد في شرق السودان سبب إضافي للأزمة السياسية الراهنة في البلاد، بما تحمله من مؤشرات بشأن انسداد الأفق السياسي بين الأطراف إلى درجة مهددة لمعطيات الأمن القومي السوداني، ومؤسسة الدولة ذاتها في السودان، وهو المشهد الذي تصاعد فيه التوتر إلى حد قيام مكونات سياسية وقبلية في شرق السودان بغلق الميناء الرئيس "بورتسودان" إلى جانب ميناء "سواكن" المرتبط بالحركة البشرية والتجارية من وإلى السعودية وباقي دول الخليج، وكذلك ميناء "بشاير" الذي يصدر بترول جنوب السودان إلى أنحاء العالم خصوصاً الصين. كما تم إغلاق أكثر من خمس نقاط، وهي الشوارع المؤدية من إقليم شرق السودان إلى باقي أنحاء البلاد خصوصاً العاصمة الخرطوم، منها محطة "العقبة" المؤدية إلى مواني البلاد في بورتسودان وسواكن على البحر الأحمر، ومحطة أوسيف على الطريق مع مصر، كما شمل الإغلاق منطقتين في ولاية كسلا وثلاث مناطق في ولاية القضارف، واستثنى الإغلاق حافلات السفر، ومركبات الشرطة والإسعاف والمنظمات.

وعلى الرغم من هذا الاستثناء فإن التداعيات الاقتصادية على دولتي السودان من إغلاق المواني تبدو باهظة التكاليف، ذلك أن السودان الشمالي يستورد 70 في المئة من احتياجاته عبر ميناء بورتسودان، بينما تصدر دولة جنوب السودان بترولها عبر ميناء بشاير، وهو البترول الذي يمثل جل موارد الموازنة للدولة.

  • ثالث أسباب المحاولة الانقلابية الفاشلة هي طبيعة الحالة الاقتصادية للسودان، التي جعلت معاناة الناس يومياً غير محتملة، ولعل ظهور الأكاديمي السوداني عصام باكين على شاشة الـ"بي بي سي"، العربية أخيراً متحدثاً عن الجوع وكفر الناس بالحكومة الانتقالية نتيجة أدائها الاقتصادي المتردي لهو مؤشر جاد على مدى الفشل السياسي الذي تمارسه النخب السياسية السودانية حالياً، نتيجة انقساماتها وصراعاتها غير المبررة.

وعلى الرغم من الأسباب الموضوعية التي كادت تطيح الحكومة الانتقالية، فإن الجدل السوداني الداخلي بشأن مدى جدية محاولة الانقلاب الفاشل كان كبيراً، إذ تم تداول مدى كون هذا الانقلاب مصنوعاً من عدمه، وذلك لركاكة التنفيذ من جهة، وعدم حدوث أي اشتباك مع المنقلبين من ناحية أخرى، سواء في معسكر الشجرة أو منطقة وادي سيدنا شمال أم درمان، إذ يذهب هذا الجدل إلى أن انقلاب بكراوي الفاشل كان مصنوعاً من أطراف ما، لاختبار الموقف الإقليمي والدولي من وقوع انقلاب حقيقي ينهي الفترة الانتقالية فعلياً.

اقرأ أيضا