التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم في القرن 19م
التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم في القرن 19م، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية.
حيث نعمل معا كوحدة واحدة ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم مأسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
يطلق مصطلح الدولة الرأسمالية, في الاستخدام الشائع على الدولة التي تسيطر فيها الرأسمالية على اقتصاد السوق سواء كانت الحكومة من النوع الاستبدادي أو حكومة الحزب الواحد أو حكومة أحزاب متعددة. على سبيل المثال يمكن أن يشير المصطلح إلى دولتي الصين وفيتنام حاليًا حيث يدير الحزب الشيوعي الدولة إلى جانب الاقتصاد المختلط.
ويمكن أن تضم الدول الرأسمالية العديد من الأحزاب السياسية, وربما يدعم واحدًا منها أو أكثر الرأسمالية ويمكن أن يضمن أحدها القيام بدور خاص أو مسيطر في الحكومة. وربما تصبح مؤسسات الدولة والرأسمالية متشابكة تشابكًا وثيقًا.
غالبًا ما تتباين مفاهيم الدول الرأسمالية عن الأيديولوجيات الاجتماعية الاقتصادية الأصلية وعن تلك التي يضعونها. نتيجة لذلك، فإن الكثير من أتباع هذه الأيديولوجيات غالبًا ما يعارضون النظم السياسية التي عادة ما تكون مرتبطة بهذه الدول. على سبيل المثال، غالبًا ما يكون معارضو الرأسماليين مثل أنصار الرأسمالية الأناركية والميناركية أيضًا معارضين للدول الرأسمالية في القرن العشرين سواء بدعوى أنه لا تربطهم علاقة مع الرأسمالية "الحقيقية" أو أن أيديولوجية الدول المذكورة وصلت لنقطة لا يمكن الرجوع عنها في الفساد.
شهد العالم الرأسمالي خلال القرن 19م قفزة كبرى في ميدان العلم والتكنولوجيا، ووسائل الإنتاج وأساليبه، اصطلح على تسميتها بالثورة الاقتصادية، وقد رافقت هذه الثورة تحولات اجتماعية وفكرية.
- في ميدان الطاقة: البطارية، الدينامو، المصباح، توليد الكهرباء.
- في ميدان التعدين: المطرقة البخارية، محول بيسمر، إنتاج الالومنيوم، فرن مارتن.
- في ميدان النقل: قاطرة ستيفنسن، المحرك الانفجاري، أول طائرة بالبخار، آلة الحصاد، جرار بالطاقة البخارية.
- في ميدان الكيمياء: الالكتروليز، الحرير الاصطناعي، إنتاج الصودا، الأسمدة، آلة التصوير.
وقد ارتبط ظهور هذه الاختراعات برغبة البورجوازية في تطوير الإنتاج، فرفعت من حجم استثماراتها، وشجعت البحث العلمي، فتم التوصل إلى وسائل عمل جديدة أدت إلى الزيادة في الإنتاج، فكانت الثورة الاقتصادية.
مظاهر التطور في القطاع الفلاحي وآثارها على تقوية النظام الرأسمالي
ارتكزت الثورة الفلاحية على عدة أسس وكانت لها عدة مظاهر، ومن بين الأسس والمظاهر نذكر:
- الأسس التقنية: مكننة الفلاحة (آلة الحصاد، آلة الدرس ...)، استعمال الأسمدة الكيماوية تحسين النسل.
- الأسس التنظيمية: اعتماد نظام الدورات الزراعية، التخلي عن نظام إراحة الأرض، توظيف الرساميل والتجهيزات، توجيه الفلاحة نحو التخصص، ظهور التركيز ألفلاحي.
- المظاهر: ارتفاع الإنتاج، ارتفاع المردودية، اتساع مساحة الأراضي الزراعية، تنوع الإنتاج.
أسس التحولات الصناعية والتعرف على بعض مظاهرها
أسس التحولات الصناعية
- أدى التقدم العلمي والتقني إلى ظهور أدوات عمل جديدة، والى تقدم الصناعة الآلية وتراجع الصناعة اليدوية، فارتفع الإنتاج وانخفضت التكلفة وتضاعفت الأرباح.
- تركيز الأنشطة الصناعية داخل المعامل، وابتكار أساليب جديدة في تنظيم العمل أهمها: الطايلورية (العمل المتسلسل)، والفوردية (العمل المتشابه).
- تزايد حجم الاستثمارات في المجال الصناعي.
- التنافس الحر بين المؤسسات الصناعية.
مظاهر التطور الصناعي
- تزايد الإنتاج الصناعي خاصة في مجال النسيج والصناعات التعدينية
- تقدم الصناعة الآلية وتراجع الصناعة اليدوية.
- تطور إنتاج مصادر الطاقة من فحم ونفط وغاز طبيعي وطاقة مائية.
- تطور الصادرات الصناعية وتزايد نسبة مساهمتها في الناتج الوطني الإجمالي.
تطور أسس النظام الرأسمالي خلال القرن 19م وركائز الرأسمالية المالية
مراحل تطور النظام الرأسمالي خلال القرن 19م
- مرحلة الرأسمالية التجارية (1450ـ1750م): تميزت بتراكم الأموال عن طريق نهب ثروات العالم الجديد، وتطور المدن، وتزايد المعاملات النقدية، وظهور الأبناك والتبادل الحر.
- مرحلة الرأسمالية الصناعية (1750 إلى أواخر القرن 19م): تميزت بالتطور العلمي والتقني، واكتشاف مصادر جديدة للطاقة، إضافة إلى الاستعمال المكثف للآلات، وظهور التركيز الرأسمالي والاحتكارات.
- مرحلة الرأسمالية المالية (أواخر القرن 19م): تميزت بتطور وظيفة الأبناك نحو ميدان الاستثمار، وظهور أشكال جديدة من الشركات مجهولة الاسم، إضافة إلى تزايد تأثير البورصات في الاقتصاد، وظهور التركيز المالي (الهولدينغ)، مما جعل الأبناك تتحكم في النظام الرأسمالي.
التحولات الاجتماعية والفكرية التي واكبت تحولات الاقتصاد الرأسمالي
التحولات الاجتماعية
- النمو الديموغرافي السريع: تضاعف عدد سكان الكثير من دول أوربا فيما بين 1801م و1901م فانجلترا مثلا تضاعف عدد سكانها أربع مرات (من 10.2 مليون نسمة إلى 38.7 مليون نسمة)، وسكان ألمانيا انتقلوا من 24.8 مليون نسمة إلى 56.3 مليون نسمة، ويرتبط هذا الانفجار الديموغرافي بتراجع نسبة الوفيات نتيجة تحسن الإنتاج ألفلاحي وتقدم الطب ووسائل الوقاية.
- التمدين السريع: أدت مخلفات الثورتين الصناعية والفلاحية إلى تزايد سكان المدن وتراجع سكان البوادي
- خروج المرأة إلى العمل وتشغيل الأطفال، مما وفر يد عاملة رخيصة.
- ظهور طبقتين اجتماعيتان متعارضتي الأهداف والمصالح، هما:
- الطبقة البورجوازية: وهي طبقة اجتماعية ظهرت مع بداية العصر الحديث، غير أن ق 19م يعد عصرها الذهبي، فبفضل الثورة الصناعية تحولت البورجوازية إلى رأسمالية مسيطرة على وسائل الإنتاج، واغتنت على حساب شقاء الطبقة العاملة، وعاشت حياة بذخ وترف.
- الطبقة العاملة (البروليتاريا): استعمل هذا الاسم لأول مرة سنة 1837م لتعيين الأشخاص الذين لا يملكون وسائل الإنتاج ويعيشون من بيع قوة عملهم في سوق الشغل مقابل اجر زهيد وفي ظروف لا إنسانية بسبب الاستغلال الرأسمالي.
التحولات الفكرية
إلى جانب المذهب الليبرالي الكلاسيكي المعبر عن مصالح البورجوازية، ظهرت خلال ق 19م مذاهب اشتراكية جندت نفسها للدفاع عن العمال، منها:
- الاشتراكية الطوباوية: مذهب اشتراكي انتقد النظام الرأسمالي لأنه مبني على الاستغلال، ودعى إلى مجتمعات مثالية لا تعرف الاستغلال، أما الحلول المقترحة فمتعددة، نذكر منها: الدعوة إلى إنشاء التجمعات التعاونية، ومن أهم رواد هذا الاتجاه جوزيف برودون الذي تزعم مع الروسي باكونين التيار الفوضوي الذي ينادي بإلغاء مؤسسة الدولة دون تقديم حلول لتنظيم الإنتاج والحياة العامة.
- الاشتراكية العلمية أو الثورية: مذهب اشتراكي ارتبط بكتابات كارل ماركس، ويعتمد التحليل الماركسي على المادية التاريخية التي تعتبر تاريخ المجتمعات تاريخ صراع طبقي بين المضطهدين الذين يملكون وسائل الإنتاج والمضطهدين المعدمين، وترى أن الثورة الصناعية أدت إلى تكاثر البروليتاريا التي تعاني من الاستغلال، وللقضاء على هذا الأخير لا بد من القضاء على النظام الرأسمالي عن طريق العنف الثوري، ومن تم تأسيس مجتمع شيوعي خال من الصراع الطبقي.