اسباب ازدهار الخطابة في العصر الاموي
اسباب ازدهار الخطابة في العصر الاموي، نرحب بكم طلابنا الأعزاء في موقعكم أون تايم نيوز، والذي يضم نخبة من الأساتذة والمعلمين لكافة المراحل الدراسية.
حيث نعمل معا كوحدة واحدة ونبذل قصارى جهدنا لنضع بين أيديكم حلول نموذجية لكل ما يعترضكم من أسئلة لنساعدكم على التفوق والنجاح.
فن الخطابة في العصر الأموي
لماذا عُدّ العصر الأموي هو النموذج المكتمل للخطابة؟
ازداد النثر توسُّعًا بعد أن جاء الإسلام في العصر الإسلامي، وذلك للحاجة إلى المراسلات بعد اتساع الفتوحات الإسلامية، والحاجة كذلك إلى الخطابة من أجل تعليم الناشئين والداخلين إلى الإسلام، ثمَّ تطورت الخطابة وازدهرت في العصر الأموي، إذ افتتن الخطباء فيها، كما عُدَّ العصر الأموي هو النموذج المكتمل للخطابة دون العصور السابقة الأخرى، إذ ازداد عدد الخطباء ازديادًا بالغًا، وتعدّدت طوائفهم ومذاهبهم الفكريّة، فكان لكل حزب من الأحزاب خطباؤه الخاصين، وكان الخطيب الأموي يتعمّد إلى استخدام أساليب خاصة من أجل التأثير في عواطف الجمهور وتفكيرهم كحُسن الحلية اللفظية من الطباق، والجناس، والسجع، ومن ثمَّ أصبحت الخطابة فنًا عمليًا وإصلاحيًا، وبه يستتبع الخطيب هدفًا تعليمًا مهمًا.
عوامل ازدهار الخطابة في العصر الأموي
كيف خففت الخطابة من حِدة الحروب والفتن؟
ازدهر فن الخطابة في العصر الأموي، إذ تطوّر تطورًا ملحوظًا، ويُلاحظ ذلك بعدد الخُطب والخطباء آنذاك، كما كان لازدهار الخطابة عوامل وأسباب أدت إلى ذلك، ومن تلك العوامل ما يأتي:
- عوامل سياسيّة
قامت الدولة الإسلاميّة على أنقاض فتنة عثمان، إذ انتهت إلى حروب بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما-، فظهر جيش الخوارج وحارب بني أمية، ومن هنا تعددت الفرق وزادت الأحزاب السياسية المعارضة، وكثر مشعلوا الحروب الداخليّة والفتن، مما جعل الأمر يحتاج إلى الدعوة السريّة والخطابة العلنيّة، إذ كانت هذه الأحزاب والثورات تستعين بالخطباء من أجل النهوض والتخفيف من حِدة الفتن.
- عوامل دينية
كان للسبب السياسي دوره في العامل الديني، وذلك لأن الخطباء هم من المسلمين الذين اقترنت خطبهم بالدين، إذ كان في كل بلد إسلامي مدرسة دينية، تضم الخطباء والعلماء المسلمين، الذين يتحاورون ويتناقشون في أمور دينية، إذ تُصبح هذه المواضيع بمثابة قصص الوعظ والإرشاد فتُلقى على شكل خطابة، ومن ثم أصبح الأحزاب السياسية تتخذ هذا النوع من الخطابة من أجل الدعوة الإسلامية، إذ زاد عدد الخطباء وحوت كتب الأدب بمواعظهم وخطبهم المختلفة.
- عوامل اجتماعية وعقلية
بدأ العقل العربي في العصر الأموي بالاستفادة من الثقافات الأجنبية الأخرى، ممّا نهض بقوة الجدل والحجاج في أساليب الخطابة، إذ كثرت المعرفة وزادت المعاني فصار الخطيب أكثر قدرة في التصرف بالألفاظ واختيار ما يناسبه، ومن ثم أصبح الخطباء يُدخلون الخطابة في كافة ظروفهم وقضاياهم، أي في الأحزاب السياسية، وفي المعتقدات الدينية، ومن ثمَّ يتناقشون فيها في المساجد والطرقات والأسواق، ومن هنا جاء الجاحظ فخُصّ العرب بفن الخطابة.